@ 166 @ وإيقظاه وأخبراه بذلك فكان ذلك له من باب الفرج بعد الشدة فأتى المخيم والقوم كلهم جلوس ولما استقر به الجلوس التفت إلى الأمير مصطفى الدفتري بمصر وأخبره جهارا بالخير فتعجب الجميع من ذلك وظنوا أنه رأى مناما ثم أخبرهم بحقيقة الأمر فصدقوا ودخل مصر فلم يتفق له اجتماع بالوزير واصطلح هو والأمير على صلحا لافساد بعده وبالجملة فإن هذين الأميرين كانا من الأفراد وهما زينة ملك آل عثمان وكانت وفاة الأمير رضوان في سنة ست وستين وألف .
رضي الدين بن عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي بالمثناة الفوقية نسبة لمحلة أبي الهيثم من أقاليم مصر السعدي نسبة لبني سعد الموجودين بمصر وسبب شهرة جسده بحجر أنه كان ملازما للصمت في جميع أحواله لا ينطق إلا لضرورة فسمي حجرا أحد أفاضل المكيين ووجوه الشافعية وكان فاضلا بارعا متقنا شديدا في الدين مشتغلا بما يعنيه أخذ عن والده وعن السيد عمر بن عبد الرحيم البصري وأحمد بن أبي الفتح الحكمي وعبد الملك العصامي وعبد العزيز الزمزمي وأجازه إجازة حافلة سماها له شيخه أحمد الحكمي فتح الرضا في نشر العلم والإهتداء قال فيها لازمني زاد الله في توفيقه وسلك به أقوم طريقه من عام ثمانية عشر وألف وحضر دروسي بالمسجد الحرام الذي هو أجل المساجد وأشرف وسمع على كتاب الصوم والحج من تحفة المحتاج لشرح المنهاج لجدي وجده وغالب الربع الأول من مؤلفه فتح الجواد مع مطالعته للتحفة والإمداد والربع الأول من شرح الروض وغالب شرح المنهج لشيخ الإسلام زكريا وقطعة من شرح القطر لابن هشام وقرأ على قراء خاصة من أول كتاب البيع إلى كتاب الوقف من شرح المنهج مع مطالعة التحفة ولم يزل ملازما للقراءة والحضور ويبدي من الفوائد العجيبة والدقائق الغريبة والأبحاث الدقيقة في حقائق المنطوق والمفهوم والإشكالات الوثيقة المستنبط لها من مدارك العلوم ما يدل على غزارة فضله وأحكام علمه ونقله ولا غرواذ هو فرع ذلك الأصل الزكي والعنصر الطيب الرضى ويحق أن ينشد لسان حالة ويبدي فإن الماء ماء أبي وحدي إلى آخر ما ذكره وأخذ عن سيدنا أحمد القشاشي التفسير والحديث والفقه والتصوف وأجازه بمروياته ولقنه الذكر ولما قدم إلى مكة يوم السبت تاسع عشر ذي القعدة سنة أربعين وألف السيد الجليل العارف الراسخ محمد بن علوي بن