@ 136 @ ثم جوده على الشيخ القدوة موسى بن حسن الغبي الشافعي الرملي وقرأ عليه شيئا من أبي شجاع في فقه الشافعي ولازمه في صغره وانتفع به وشملته بركته ثم رحل إلى مصر صحبة أخيه الكبير عبد النبي في سنة سبع بعد الألف وكان أخوه العلامة شمس الدين تقدمه لمصر لطلب العلم وكان أسن منه وخير الدين أصغرهم قال وكان يحدثنا أنه في ليلة دخوله إلى مصر أحس بالإحتلام فلما أصبح طلب من أخيه عبد النبي أن يدخله الحمام فأدخله ثم جاء به إلى جامع الأزهر وكان بالجامع من الأولياء المشهورين الشيخ فأيد وكان مقره دائما بباب الجامع وكان معتقدا أهل مصر في وقته قال وعند دخول شيخنا الجامع أراد أن يقبل يد الشيخ فايد فقطب وجهه فيه وقال له رحَ عني ولم يمكنه من تقبيل يده فدخل وخاطره منكسر من ذلك ومكث أياما في الجامع ففي بعض الأيام كان مارا وإذا بالشيخ فايد يقول تعال يا شيخ الإسلام تعال يا شيخ الإسلام بهذا اللفظ قال فما عرفت لمن النداء وإذا به يشير إلي فجئت إليه وقبلت يده فهش لي وكان بعدها إذا جئت إليه استقبلني وأجلسني وأستنشدني من كلام القوم حتى كنت إذا أردت القيام لا يمكنني إلا بعد الجهد وحصلت لي بركته وكان يحلق للناس لوجه الله تعالى وعلمني الحلاقة ووهبني موسين وحجر مسن وهم عندي ثم أراد الاشتغال بفقه الشافعي واشتغل به أياما فشق ذلك على أخيه وعليه لكونه كان خالي العذار ولم يرض أن يوافق أخاه في الانتقال لمذهب الحنفية ولم يرض أخوه أن يوافقه في الاشتغال بفقه الشافعي فشاور في ذلك بعض أكابر علماء الجامع قال فأشار لشيخنا بأن يكتب رقعة بواقعة الحال ويلقي الرقعة على قبر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وأن يجلس هناك فكتب رقعة وتوجه بها فألقاها وجلس فأخذته سنة من النوم فرآى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وهو يقول كلنا على هدى فجاء وأخبر الذي أشار عليه بذلك فقال له هذه إجازة من الإمام بأن توافق أخاك في القراءة على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه فوافق أخاه وجد واجتهد ودأب في تحصيل العلوم وأخذها عن أهلها وفاق أخاه ولازم الشيخ عبد الله بن محمد النحريري الحنفي علام الأزهر في فقه الحنفية وقرأ عليه شرح الكنز للعيني مرة وأخرى لم تتم وغالب صدر الشريعة ومثله الأشباه والنظائر وجملة من شرح القطر للمصنف وجملة كبيرة من تبيين الحقائق والاختيار شرح المختار وابن ملك على المجمع والسراجية مع شرحها للسيد وشرح الرحبية