@ 29 @ .
الإمام حسن بن علي بن داود بن الحسن بن علي بن المؤيد المؤيدي قام باليمن في نصف شهر رمضان سنة خمس وثمانين وتسعمائة وقام معه الشيعة في صعدة فخرج منها إلى جبل الأهنوم فاشتعلت الأرض نارا وفتح جملة قرى وأرسل رسله بالرسائل وكتب إلى لطف الله بن المطهر فلم يجبه واضطربت عليه البلاد وكتب إلى محمد بن شمس الدين بمثل ذلك فلم يجبه أيضا وكتب إلى يحيى بن المطهر فكاد أنه يجيب وغره أحد إخوان الإمام فأجاب وسلم إليه بعض الحصون فوجه لطف الله عبد الله بن أحمد بن شمس الدين والنقيب مرجان فخرجوا إلى الخشب وفتحوا ما قد خالف ثم خرج الأمير سنان أعانة لهم من قبل مراد باشا فهزموا أصحاب الإمام وسكنت بلاد زمرمر وعاد سنان إلى صنعا ثم في سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة توجه سنان المذكور لحرب الإمام الحسن إلى الأهنوم واستولى سنان على أكثر بلاد الإمام وضايقه في شهر رمضان من السنة المذكورة فتح سنان جميع بلاد الأهنوم وانحصر الإمام الحسن في محل يقال له الصاب فنجح إلى السلم وخرج إلى يد الأمير سنان في سادس عشر رمضان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة ومن عجيب الاتفاق أنه دعى بالإمامة في النصف من شهر رمضان سنة ست وثمانين وأسر في النصف منه سنة ثلاث وتسعين ووصل الإمام الحسن صحبة الأمير سنان إلى الوزير آخر يوم من شهر رمضان فأودعه الحفظ وفي ليلة الاثنين خامس عشر شوال منها وجه الوزير الأمير سنان بالإمام الحسن وبأولاد المطهر لطف الله وعلي ويحيى وحفظ الله وإبراهيم وعبد الله وجماعة آخرين إلى الروم فسار بهم إلى المخا وأركبهم السفينة وعاد فمات أولاد المطهر بالروم واحدا بعد واحد وتوفي الإمام الحسن بالروم أيضا في رجب سنة أربع وعشرين وألف رحمه الله .
حسن بن علي بن حسن بن أحمد بن محمود العاملي الكونيني الشهير بالحانيني من أهل الفضل والأدب جم الفائدة كان شاعرا مطبوعا كثير النظم له فيه الباع الطويل وكان مقيما ببلده بيت حانيني من ضواحي صفد وأفتى مرة في حياة الشهاب أحمد الخالدي المقدم ذكره وقد وقفت له على أشعار كثيرة في مجموع جمع صاحبه فيه المدائح التي مدح بها الأمير فخر الدين بن معن فانتقيت بعضا منها من ذلك قوله من قصيدة مدح بها الأمير المذكور ومطلعها | % ( لنا في هوى ذات الوشاح مقاصد % وفي خالها للعاشقين مراصد ) %