@ 498 @ أن السلطان في بعض السنين جدد السكة وكان بعض السادة من أهل زبيد رأس ماله كله من الدراهم القديمة فتضرر لذلك وحكى حاله للسيد حاتم فدله على بعض الأولياء في زبيد فذهب إليه فقال له السيد حاتم أقدر مني على قضاء حاجتك ولكن اذهب إلى المسجد الفلاني تجد فيه شخصاً يدلك فذهب فوجد الشخص فقال له ادخل محل كذا حيث تجد رجلاً يخرز النعال القديمة فدخل فوجده كذلك وعنده إناء فيه ماء متغير الرائحة من النعال التي يخرزها فجعل يدخل النعال في الماء بقوة ليصيبه الرشاش فينفر عنه فأدخل الرجل يده في الماء ورش على بدنه فعرف الخراز أنه لا بد له منه فأخذ الجراب الذي فيه الدراهم وجلس عليه ساعة ثم أعطاه إياه فإذا الدراهم على السكة الجديدة ثم قال له الرجل الذي لقيته في المسجد هو الخضر عليه السلام وجعل يقول فضحوني ومات بعد ثلاثة أيام ومن كراماته اللطيفة أنه وشى به إلى من يحبه بعض الوشاة فلما علم بذلك قال في موشح له على طريقة أهل اليمن ياورنيسان يا بهجة الدن والدان من علمك نقض العهود يبلى بثعبان يلدغ لسانه يا فتان حتى يصير في اللحود فسعت تلك الليلة حية إلى لسان ذلك الواشي ولذعته ونفثت في فيه سمها فمات وله كلام عال في الحقائق والتصوف قال بعض العارفين ما رأيت في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير حاتم إذا رأيت علمه رجحته على عمله وإذا رأيت عمله رجحته على علمه وله كتابات على أبيات العفيف التلمساني التي أولها قوله % ( إذا كنت بعد الصحو في المحو سيدا % أما ما مثنى النعت بالذات مفردا ) % | وله كتابات على أبيات العفيف التي أولها % ( منعتها الصفات والأسماء % أن ترى دون برقع أسماء ) % | وعلى الأبيات التي أولها % ( إذا كنت في توحيدك المطلق الوصف % على ثقة من عالم الذوق والكشف ) % | ومن نثره البهي قوله في بعض رسائله يقصر عن جسم معاليك قميص الثناء فيفوت الرصاف وترفل زهواً إذا فصلت لمعانيك حلل الأوصاف ويعترف بالعجز سحبان إذا سحبت ذيول البيان ويقر المعري بالتعري عن لفظك الحريري المشتمل على الجواهر الحسان ويلحق القاضي الفاضل النقص في هذا الميزان ويزوي البياني عند طلوع شمس معانيك البديعة التبيان ومن شعره قوله مشطراً