@ 453 @ % ( قلدت جيداها إلى القدس عقد ثنا % من درّ ألفاظك الخالي عن الخلل ) % % ( قصيدة ما لها مثل يناظرها % سارت بلاغتها في الكون كالمثل ) % % ( لو أنصفوا لم يكن موجودهم بدلاً % عنها وهل ليتيم الدر من بدل ) % % ( من أعجب الأمر تعريضي لها هذراً % ولو سترت عواري كان أصلح لي ) % % ( فما نظامي لما أن يقاس بها % إلا نظير قياس الشمس مع زحل ) % % ( لكن رأيت انتظامي مع قصور يدي % في سلك مدحكم عفواً من الزلل ) % % ( فرمته فأتى يسعى على عجل % فاعجب له من بسيط جاء في رمل ) % % ( ولذ لي وصفك الزاكي فأذهلني % عن البداءة بالتشبيب والغزل ) % % ( أنا البشير وكل اسم لصاحبه % منه نصيب بنجح القصد والأمل ) % % ( فدم فما زلت نوراً يستضاء به % إلى الهدى وبعون الله لم تزل ) % % ( تحمي حمى ملة المختار أشرف من % نال الفخار من الأملاك والرسل ) % % ( صلى عليه إلهي دائماً أبداً % والآل والصحب أهل العلم والعمل ) % % ( ما أنشدت فاستمالت قلب سامعها % ما كان مرمى فؤادي حيث هيىء لي ) % | وسمعت خبر فضائله كثيراً من أهل القدس وبالجملة فإنه من الشعراء البلغاء وكانت وفاته سنة ستين وألف رحمه الله تعالى .
بعث الله المصري الحنفي نزيل دمشق وربما قيل في اسمه بعث وهو منقول عن الفعل الماضي والأول منقول عن الجملة شيخ المولد السوي وأحد المؤذنين بجامع بني أمية وكان أعمى وحفظ القرآن على كبر بعد مجيئه إلى دمشق وجوده على الشيخ أحمد الضرير وكان أعرف أهل زمانه بالموسيقى وأحسنهم صوتاً وأقواهم ملكة له تصرف عجيب في صوته مع جهارته ونداوته وكان يقول إن الذي به من حسن الصوت بدعاء أستاذ كان له بمصر من الصالحين وأنه لما أراد السفر من مصر ذهب إلى وداعه فقال إن شئت فتحت فاك وإن شئت فتحت يدك قال فقلت له افتح فمي قال وظننت أنه يطعمني شيئاً قال افتح ففتحته فوضع يده على فمي وقال بسط الله لك الشهرة في الآفاق فرزق الحظ العظيم وكان لا ينشد شعراً إلا معرباً فصيحاً وكان آدم اللون وفيه يوقل مامية الرومي الشاعر مشيراً إلى فظاظته إذا طلب للمولد % ( بعث الله ضريراً % أورث القلب عذابا ) % % ( قلت لما طيروه % بعث الله غرابا ) %