@ 430 @ الجمال فلما أرادوا النوم طلب الشيخ صاحب الترجمة مضاجعته فأنكر عليه بعض الجلساء والتزم مراقبته في ليلته ثم اقتضى خروج الرجل في أثناء الليل إلى خارج الدار فصادف الشيخ قائماً يصلي وحقق شخصه ثم دخل فرآه نائماً وتكرر منه فعل ذلك مراراً فألقى أعنة التسليم ورجع عن إنكاره وهذا من صفات البدلية فإن الأولياء يكونون في مكان وشبههم في مكان آخر وقد تكون تلك الصفة الكشف الصوري الذي ترفع فيه الجدران وينتفي الاستطراف ووقع له نوع من هذا في الخلوة بجامع السليمية أنه كبر وعظم في الخلقة حتى ملأ الخلوة رآه على هذه الحالة بعض حفدته من العلماء وأظنه شيخنا عبد الحي العكري الصالحي رحمه الله تعالى ومن غريب ما وقع له أنه سحر فعدم القرار فبينما هو جالس في السليمية في شباكها القبلي وإذا برجل طويل القامة لم يره قبل ذلك اليوم فقال له ائتني بدواة وقرطاس فأتاه بهما ثم قال له اكتب ما أمليك وهو باسم الله باديخ بسم الله بيدوخ بسم الله شمادخ بسم الله شموخ بسم الله برخوي بسم الله بانوخ قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون يد الله فوق أيديهم وعصا موسى بين أعينهم كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين فأغشيناهم فهم لا يبصرون شاهت الوجوه شاهت الوجوه وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما سبحان الملك القدوس مالك الملك ثم قال له يكفي هذا القدر فإذا كان عليك أو على أحد سحر فاكتب منه نسختين تحمل واحدة وتغتسل بالأخرى ومن فوائده في رسالته الأنوار المرتبة الثالثة أو علمته أحداً من خلقك أي ابتداء من غير أن تكون له سلماً أو معراجاً أي يكون له ذلك كمن يذكر اسماً من أسمائه سبحانه فيرجع في التجلي باسم آخر لم يعهده فيذكره فيتجلى عليه منه غرائب وربما أنكر عليه بعضه والأول كثير ومنه ما وقع للغوث الهندي وجمع منه الجواهر الخمس وهي الآن في عصرنا هذا لا سيما في مكة قد اشتهرت واجتمعنا بأهلها وسلموا لنا بعد الامتحان ظناً منهم أنها لم تصل إلينا وكانت قد وصلت إلينا قبلهم فأخرجوا ثلاثين كراساً قد شرحت فيها الجواهر الخمس فأمليتهم إياها ثم أمليتهم ما فيها في أدنى من ساعة رملية جملاً جملاً فلم يستطيعوا بعد ذلك احتجاباً عني وإذا احتجبت عنهم لمصلحة طلبوني طلباً حثيثاً وذلك أني لما عرفت ونزلت إلى مكة جلست تجاه