@ 409 @ ذكره وكان أبوه يونس فى زمن أخيه رأس الكبانية الذين فى خدمته ونشأ الامير ملحم هذا فى عزة وحرمة وافرة ولما قبض على عمه الوزير أحمد باشا الكوجك كان هرب فنجا وظهر بعد ذلك وسعى على الامارة ببلاد عمة فولى الشوف والعرب والجرد والمتن وكسروان وكان حازم الرأى عاقلا له حسن تصرف وانقياد تام الى جانب السلطنة فلهذا أبقى مدة تزيد على عشرين سنة لم ينغص له فيها عيش الا مرة واحدة قلما قصده الوزيرا بشير باشا وكان ذلك باغراء بعض المفسدين من غير داعية حصلت من قبله وانتصر فى تلك الوقعة ولكثير من الادباء فيه مدائح وكان بينه وبين أحمد بن شاهين أديب دمشق رابطة محكمة ومودة أكيدة وكان الشاهين خرج اليه فى قصة طويلة واختفى عنده مدة وفيه يقول هذا المقطوع يشير الى ما كان عليه تبعا لاسلافه من أنهم يسهرون من الليل أكثره وينامون الى وقت الزوال خوفا من أمر يدهمهم بالليل والمقطوع هو هذا % ( ينام الى وقت نصف النهار % ويخرج مستوفيا فيا حظه ) % % ( فأى زمان يراه الشوق % يرى لحظة سودت لحظه ) % | وكانت وفاته فى سنة بمدينة صيدا وبها دفن وخلف ولدين قرقاس وأحمد أما قرقاس فقتله محمد باشا حاكم صيدا فى سنة اثنتين وسبعين وألف وأما أحمد فانه الآن باق وهو امير بلادهم المذكورة انتهى .
الامير منجك بن محمد بن منجك بن أبى بكر بن عبد القادر بن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن منجك الكبير اليوسفي الدمشقى % ( أمير جند المعالى وابن بجدتها % انسان عين العلى والمجد والكرم ) % | نسب ما وراءه نسب وحسب ما مثله حسب تعقد ذوائبه بالنجوم ويستوى عنده المجهول والعلوم وهو فى دماه السليقه ليس بشبهه أحد من الخليقه وله من الفضل ما لا يحتاج الى اقامة الدليل ومن الكمال ما اجتمع فيه منه كل كثير وقليل وقد ذكره الخفاجى فى كتابه ووصفه بقوله وممن رأيته بالشام من الاعلام الامير منجك بن منجك وهو جذيلها المحكك وعذيقها المرجب وحبابها المذرب قوله جذيلها المحكك هذا مثل قائله حباب والجذيل تصغير جذل وهو عود يغرز فى حائط فتحتك به الجرباء أى يستشفى برأيه استشفاء الابل بالجذل وذكره البديعى فقال فى حقه نجيب ورث المفاخر كابرا كالرمح أنبوبا على أنبوب وجمع