@ 429 @ الرجال فى ترجمته قائد الجحافل وواحد المحافل السلطان المسعود وانسان الاعلام المحمود كان سريا حولا قلبا حنكته التجازب وعرف المصادر والموارد وصحبته السعادة فى الصغر والكبر ولم يزل حميدا فى الحالين واستمرت أيامه على نمط واحد غير ما لابد منه فى أوائل العمر من الوقوف فى الكتاب للقراءة وأما مذ اميطت عنه التمائم فما هو الا مسود مقدم محفوف بالجنود والبنود تولى صعده ونواحيها وما ذر الشعر بعارضيه فحمدت سيرته واتصل به الفضلاء وفداليه الاخيار ونكى الاعداء فى ذلك الاقليم على شراستهم وابائهم وغزا مغازى محمودة الاثر وقرأ فى اثناء هذه المدة أكثر الكتب المعتمدة على شيوخ كالقاضى أحمد بن يحيى بن حابس والفقيه صديق بن رسام السوادى وما ترك من مهمات العلوم فنا الا وابلغ جهده فى الطلب وقيلت فيه المدائح الغر أيام اقامته بصعدة وأجاز الجوائز السنيات ولما توفى والده وكان صاحب الترجمة يومئذ آيبا من زيارته الى عمه الامام المؤيد بالله محمد بن القسم فلما بلغ امام مرضه نفذه الى جهة ضوران فوقفه فى الديار اليمنية مترددا بين ضوران وذمار ثم سكن مدينتى آب وذى جيله وجمع جندا جرارا من وجوه العسكر وكبراء الامراء من أعيان دولة أبيه حتى توفى الامام المؤيد فدعا صاحب الترجمة الى محمد الامام المتوكل على الله اسماعيل بن القسم وسلم الامر طوعا له على يد أخيه السيد أحمد بن الحسن وولاه الامام ولاية عظمى فى أقاليم وحصون ومدن فاستمر على خال حميدة محفوفا بعساكر يضيق عنها الرحب فى رفاهية ودعة لما له من الاسعاد واستمر حاله كذلك على نمو وازدياد من حدود سنة أربع وخمسين الى سنة تسع وسبعين وكان يجعل شطر الاقامة بذمار واليمن الاسفل وشطرها بصنعاء كما كان يفعل طاوس الفقيه من الاقامة أيام الشتاء بالحبذ وأيام الربيع وما وراءها بصنعا وقرأ فى هذه المدة المتأخرة تذكرة العلامة النحوى على علامة اليمن محمد بن صلاح السلامى وكملها على أحمد بن سعيد الهبل وقرأ الفصول اللؤلؤية على ابراهيم السحولى ومن مؤلفاته سبيل الرشاد الى معرفة رب العباد مختصر مفيد فى علم الكلام وشرح مرقاة الوصول الى علم الاصول لجده الامام القاسم سماه بالتسهيل وجواب مبسوط فى حديث ستفترق أمتى سأله عنه العلامة أحمد بن مطير الشافعى وفى سنة تسع وسبعين طلع من اليمن الى صنعاء وصادف قدوم عمه الامام اسمعيل من شهارة متوجها الى ضوران