@ 294 @ وبث الامام الرسائل على كافة القبائل على جارى عادته فأجابوه وقامت الحرب على ساقها فوجه الوزير سنان باشا المحاط على الامام وعبد الرحيم فضعف الامام القاسم عن المقاومة فعطفت العساكر على عبد الرحيم وحين رأى الامام اشتغال العساكر بعبد الرحيم نهض على حصن شهارة وتحصن به ثم وصلت الاخبار للوزير سنان باشا بأن السلطان أنعم باليمن على جعفر باشا فتوجه من صنعاء الى الابواب السلطانية فأتاه الاجل وألحد بالمخا وسبب موته انه لما نزل من صنعاء أراد الاجتماع بجعفر باشا وهو بتعز فأكثر الناس الاراجيف وأرهبوا جعفر باشا من لقاء سنان باشا وفهم الامراء منه ذلك فألجؤه الى المرور فى أوعر المسالك فلما وصل الى المخامات فى شعبان من سنة ست عشرة وألف ودفن على جنب قبر الشيخ الامام على ابن عمر الشاذلى وكان يحب العلماء والفقراء وآثار خيراته كثيرة ووصل جعفر باشا الى صنعاء فى شوال ولما دخلها رأى تقوى الامام القاسم بمساعدة عبد الرحيم فصالح الامام فى ذى الحجة سنة ست عشرة وألف على جهات معلومة وفك أولاده من حصن كوكبان فأطلقهم الوزير وأحسن اليهم ووجه العساكر على عبد الرحيم فأسره وأرسله الى الابواب السلطانية ثم استمر الامام القاسم واليا الى أن حاربه الباشا وحصره فى حصن شهارة فخرج منه متنكرا ولم يشعر به أحد وبقى ولده محمد المؤيد الى أن عجز وضاق حاله فخرج بالامان على أن يكون قراره عند صاحب كوكبان وخرج باخوانه وأهله وقبض الباشا حصن شهارة ثم مات بأجله ليلة الثلاثا خامس عشر شهر ربيع الاول سنة تسع وعشرين وألف وخلف عدة أولاد منهم محمد والحسن والحسين وهو أعلمهم وأحمد المخلوع واسمعيل فقام من بينهم محمد بعد أبيه وجدد للصلح بينه وبين الوزير محمد باشا على ما كان عليه فى زمن والده ثم اجتمعت كلمة اليمن اليه وأخرج الاتراك بأسرهم من اليمن وهو أبو القاسم الامام ابن الامام محمد الداعى بعد موت عمه الامام اسمعيل المتوكل دعا فأجابه جم غفير من علماء اليمن وأقبلوا اليه من كل حدب وخطب له على منابر شهارة والا هنوم والشرفين وحجة والتهائم وغيرها وأجابه السيد محمد بن الامام المهدى أحمد بن الحسن وخطب له على منابر المنصورة وحيس وزبيد وقد كان دعا بعد وفاة الامام اسمعيل ابن عمه المهدى المذكور فتقدم الى جهات شهارة لطلب الاجتماع بالقاسم واتفق رأيهم على تعيين أكابر العلماء من الجانبين فعين من جهة القاسم جماعة منهم