@ 257 @ | وقوله % ( هذا مثال جرى فافطن لباطنه % فعارف الوقت من للوقت قد عرفا ) % % ( اذا ابتليت بسلطان يرى حسنا % عبادة العجل قدم نحوه العلفا ) % | وقوله % ( توق من العداوة للادانى % فكيف بمن اذا ما شاء كادك ) % % ( تبيت لرفعة تبغى وجوها % ولا تدرى بماذا قد أرادك ) % | وأصابه رمد وهو بالقاهرة فكتب لبعض أحبابه % ( أيها الشهم قد ملكت فؤادى % بوداد ما شيب قط بمينك ) % % ( ان عينى شكت لبعدك عنها % لا أراك الا له سوأ بعينك ) % | ومن مجونه المستملح % ( لا أرتضى المرد ولا أبتغى % الا لقا الحسنا لسر بطن ) % % ( فقل لمن نافق فى حبها % ان من الايمان حب الوطن ) % | ومما يستجاد له قوله فى العيون ويعبر عنها بالنظارة التى تستعملها الناس لتقوية البصر % ( رب صديق عاب نظارة % يقوى بها الناظر من ضعفه ) % % ( وعن قليل صار فى أسرها % يحملها رغما على أنفه ) % | وقال متوسلا قبل دخول مكة فى ذى الحجة سنة أربع وثلاثين وألف % ( أبقنا منك بالعصيان جهلا % وأنت دعوتنا حلما ومنا ) % % ( فقابل بالرضا يا رب واغفر % بمحض الفضل ما قد كان منا ) % | وهذا ما وقع اختيارى عليه من أشعاره وفيها كفاية وكانت ولادته فى شهر رمضان سنة سبع وسبعين وتسعمائة وتوفى سنة اثنتين وأربعين وألف بحلب ودفن بزاوية آبائه والبيلونى بفتح الباء الموحدة ثم مثناة تحيته ولام وواو ونون نسبة للبيلون وهو نوع من الطين يستعمل فى الحمام وأهل مصر تسميه طفلا قال الخفاجى وكلاهما لغة عامية لا أعرف أصلها كذا ذكر وفى الصحاح الطفل بالفتح الناعم يقال جارية طفلة أى ناعمة انتهى ولعله سمى به هذا النوع من الطين لنعومته لانه كالصابون تغسل به الابدان سيما فى الحمام .
فتح الله المعروف بابن النحاس الحلبى الشاعر المشهور فرد وقته فى رقة النظم والنثر وانسجام الالفاظ لم يكن أحد يوازيه فى أسلوبه أو يوازنه فى مقاصده وكثير من أدباء العصر يناضل فى المفاضلة بينه وبين الامير منجك ويدعى أرجحيته مطلقا وعندى ان أرجحيته انما هى من جهة حسن تراكيبه وحلاوة تعبيراته وأما