@ 13 @ نفسه عن المدرسة فلا يوافقونه حتى تركها شاغرة من غير أخذ معلوم ولا إلقاء درس أصلاً وكان أيام الانفصال الكبير ورد حلب ووالداه حيان فنزل عند والده فشكت أمه إليه من أبيه ما يصنع بها فتشاجر هو وأبوه وتقضايا ورحل عن دار والده وصار كل يسب الآخر فاسترضى العرضي المذكور وجماعة من العلماء الابن ثم أخذوه إلى والده فقبل يده وتباريا من الطرفين وآخر الأمر أعطى قضاء مكة فسار من مصر بحراً ثم أراد أن ينقل ابنه من سفينة صغيرة إلى مركب مخافة عليه وحمله إلى المركب فسقط إلى البحر وغرق وتناول بعض الخدمة الولد فنجا ولك حين توجهه عند جده في سنة تسع وثلاثين وألف وكان عمره نحو سبعين سنة وبنو الكواكبي بحلب طائفة كبيرة سيأتي منهم في كتابنا هذا جماعة وكلهم علماء وصوفية وأول من اشتهر منهم محمد بن إبراهيم المتوفى سنة سبع وتسعين وثمانمائة ذكره ابن الحنبلي في تاريخه قال ودفن بجوار الجامع المعروف الآن بجامع الكواكبي بمحلة الجلوم بمدينة حلب وعمرت عليه قبة من مال كافل حلب سيباي الجركسي وكانت طريقته أردبيلية وإنما قيل له الكواكبي لأنه كان في مبدأ أمره حدّاداً يعمل المسامير الكواكبية ثم فتح الله عليه وحصلت له الشهرة الزائدة .
السلطان إبراهيم بن أحمد بن محمد بن مراد بن سليم بن سليمان بن سليم بن بايزيد ابن محمد بن مراد بن محمد بن بلدرم بايزيد بن مراد بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل ابن سليمان شاه السلطان الأعظم أحد ملوك آل عثمان المطوق بعقد مفاخرهم جيد الزمان قد تقرر أن أصل بيتهم من التركمان النزالة الرحالة من طائفة التاتار وينتهي نسبهم إلى يافث بن نوح وهو الجدّ السادس والأربعون للسلطان إبراهيم ولما كانت أسماؤهم أعجمية أضربت عن ذكرها لطولها واستعجامها وربما يقع فيها التصحيف والتحريف إن لم يضبط شيء منها ولا حاجة إلى الإحاطة فيها بلا فائدة فإنها مذكورة في التواريخ التركية وأما ذكر مبدأ ظهورهم فهو شائع مشهور وقد تكفل به غير واحد من المؤرخين فلا نطيل بذكره ونرجع إلى ما هو الغرض من ترجمة السلطان إبراهيم فنقول تولى السلطنة بعد موت أخيه السلطان مراد في تاسع شوال سنة تسع وأربعين وألف وقيل في تاريخه على لسانه استعنت بالله وكان ملكاً معظماً حسن المنظر سمح الكف وكان زمانه أنضر الأزمان وعصره أحسن العصور وأطاعته جميع الممالك وسكنت بيمن دولته الفتن واعتدل به الزمن وفيه يقول