@ 122 @ الشهاب الطنتدائي والنيابة في مشيخة البيبرسية وغير ذلك ، وحدث بالكثير سمع عليه القدماء وممن قرأ عليه السنن الكبرى للنسائي الكلوتاتي بزاوية الشيخ محمد الحنفي وسمعه الشيخ هو وأولاده وكذا قرأه عليه الجمال البدراني وسمعه معه صاحبنا النجم بن فهد وأحضروه حين قرىء على شيخنا وأخبروه بسنده فيه بعد انفصاله عنه أدبا وإلا فشيخنا لم يكن ممن يتأثر لذلك ، وكثر تحديثه بهذا الكتاب بخصوصه حتى كان يظن هو وغيره من جمهور الناس تفرده به ، وحج مرتين الأولى في أوائل القرن وكان يتعانى في أول أمره التجارة ويسافر بسببها حتى إنه سافر إلى دمشق مرارا الأولى قبل الفتنة وأخذ عن الشريشي وغيره ودخل حماة وأخذ بها عن ابن خطيب المنصورية وحلب وزار بيت المقدس والخليل ودخل ثغر اسكندرية أيضا ثم لزم الاقامة في بلده مقتصرا على الاقراء وشرح الابريز فيما يقدم على مؤن التجهيز لابن العماد وكذا شرح منظومته في العقاد وسماه نزهة القصاد والتنقيح للولي العراقي ، وغير ذلك مما قرض له شيخنا بعضه . وحصلت له في عينيه رطوبة لم يكن يستطيع معها المطالعة بل ولا الكتابة إلا نادرا بتكلف ثم لم يزل يتزايد حتى أشرف على العمى ، وجاز هذه المرتبة العظمى وهو صابر شاكر ، وكان فقيها فاضلا دينا متواضعا سليم الصدر نير الشيبة حسن الابهة كثير التودد للخاص والعام محبا في العلم ومذاكرته وإثارته الفوائد فيه راغبا في الاشغال ونفع الطلبة وترغيبهم في الاشتغال لا تكاد مجالسته تخلو من فوائد ونوادر لازمته مدة وقرأت عليه الفقه والحديث بل هو أول من قرأت عليه الحديث وقرأت عليه كثيرا من تصانيفه وناولني جميعها وكان حريصا على إذاعتها ونشرها كثير الاجلال لي والدعاء سرا وجهرا وقد بالغ البقاعي في أذاه فعلا وكتابة بما قد رأى عقوبته . مات وقد عمر في مستهل صفر سنة ست وستين وصلى عليه ثم دفن بحوش من الروضة خارج باب النصر وكثر التأسف على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته . )