@ 69 @ فوجدته مجموعا جموعا وحاويا لأشتات الفضائل وللحشو والاسهاب منوعا فالله يجزي جامعه على جمعه جوامع الخيرات ويعده أعلى الغرفات المعدة لمن كان لربه مطيعا وكذا قرضه له العلم البلقيني والعز عبد السلام البغدادي وابن الديري والشمني والكافياجي وابن قرقماش والعز الحنبلي والسكندري وابن العطار ، ولم يسمح المحب بن نصر الله البغدادي بالكتابة على مؤلف ) .
البقاعي في التجويد إلا بعد شهادة صاحب الترجمة له بالاجادة فيه ، ثم لم يرع البقاعي له ذلك حين وثب عليه في تدريس القراءات بالمؤيدية حين كاد أن يتم له وتقوى عليه بجاه مخدومه بردبك وكذا أيضا له الجامع الازهر المفيد لمفردات الأربعة عشر من صناعة الرسم والتجويد وغير ذلك ومع كونه قاصرا فيما عدا القراءات لم يقتصر على اقرائها بل ربما أقرأ العربية والصرف والفقه والفرائض والحساب وله فيها أيضا براعة وغيرها للمبتدئين ، وله فيما سمينا ما عدا الفقه مشاركة حتى إنه قرأ عليه غير واحد ممن صار له فضل في المذاهب كالبدر حسين بن فيشا الحسيني سكنا الحنفي والبدر السعدي الحنبلي في فقه مذهبهما ، كل ذلك وهو يتجرع الفاقة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وربما أحسن له بعض الأمراء بل رتب له الدرادار الكبير يشبك من مهدي في كل شهر خمسة دنانير وقمحا في كل سنة وغير ذلك ، ونزل بعده في سعيد السعداء وبيبرس وقبله في البرقوقية الحنفية مع كونه شافعيا وفي مرتب يسير بالجوالي وتكلم في نظر جامع سار وجا وانصلح حاله يسيرا وطار اسمه في الآفاق بالفن حتى أن النجم القلقيلي لما ادعى أن ابن الشحنة عبد البر لا يحسن الفاتحة لم يتخلص الا باعلامه السلطان حين قرأها عليه ابحضرته بأنها تصح بها الصلاة . وعرض له رمد بعينيه وقدح له فأبصر بواحدة ، وكذا عرض له فالج دام به مدة وبقي منه بقايا ، ومع ذلك لم ينفك عن الكتابة والاقراء ، ومما كتبه القول البديع من تصانيفي وسمع مني بعضه وكثر تردده الي واستكتابه لي في الاشهاد عليه لمن يقرأ عليه وهم خلق إجازته لكل منهم تكون نحو مجلد ، وممن قرأ عليه أخي عبد القادر ، وفي الأسانيد من الخلط المستحكم ما يعسر إصلاحه ، وبالجملة فهو متفرد بهذا الفن مع مشاركة في غيره وصفاء الخاطر وطرح التكلف وكدر المعيشة إما بالفقر وتنكن زوجته وإما بهما ولذا فارقها بعد أن تزوج ابنتهما خديجة انعام الشريف على الخصوصي ثم لم يزل متعللا حتى مات ي ذي القعدة سنة أربع وتسعين ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء وخلف أختا شقيقة