@ 44 @ متجملا مع مزيد ظلمه وجبروته وشدة قسوته وانتشار أذاه ولذا زاد جانبك الجداوي في تقريبه حتى كان من أعوانه ، وابتنى جامعا بالقرب من سكنه بالسبع سقايات وإنما يتقبل الله من المتقين . .
182 تنم من عبد الرزاق الجركسي المؤيدي . / أصله للمشير بدر الدين بن محب الدين الطرابلسي وقدمه للمؤيد فأعتقه وعمله خاصكيا ثم خازندارا صغيرا ومات قبل أن يلتحي ثم رأس في الأيام الأشرفية رأس نوبة الجمدارية ثم أمير عشرة ثم ولاه الظاهر جقمق الحسبة ثم نيابة اسكندرية ثم حماة ثم حلب فلم يحمد فيها ورجم من أهلها فصرف وصار بالبذل أحد المقدمين ثم أمير مجلس ثم في أيام المنصور أمير سلاح ثم قبض عليه اينال لما تسلطن وسجنه باسكندرية إلى أن أطلقه الظاهر خشقدم ، واستقر به في نيابة الشام فلم تحمد سيرته أيضا لطمعه وشحه وشرهه واسرافه على نفسه إلى أن مات بها في جمادى الاولى سنة ثماني وستين بدار السعادة منها وسر أهل دمشق بموته كثيرا ومنع العامة من دفنه فلم يدفن إلا بعد يومين ثم دفن بالتربة التي أنشأها قانبك المؤيدي شمالي تربة جانم نائب الشام بمقبرة الصوفية ) .
ولم يبلغ ما كان يخبر به بعض المنجمين من سلطنة مصر فلله الحمد . .
183 تنم سيف الدين الحسني الظاهري برقوق . / تنقل في خدمة أستاذه إلى أن ولاه نيابة دمشق بعد وفاة كمشبغا الخاصكي ، ثم في سنة سبع وتسعين قاد الجيوش الاسلامية إلى سيواس نجدة لصاحبها برهان الدين بأمر أستاذه الظاهر فلما مات أستاذه خرج عن طاعة المصريين وعزم على التوجه بمن وافقه من النواب والامراء إلى مصر ، واجتمعوا كلهم بدمشق ، ثم سار بهم في سنة اثنتين وثمانمائة ، فلما سمع المصريون خرجوا ومعهم الناصر فرج وهو صغير ، فلما وصلوا إلى غزة وبلغهم أن تنم ومن معه وصلوا إلى الرملة استعظموا أمره فراسلوه مع الصدر المناوي قاضي الشافعية وغيره في الصلح فلما دخلوا عليه أكرمهم وخلع عليهم وأنعم عليهم ومال إلى الصلح فأفسد عليه ذلك بعض الامراء فرجع الصدر ولم ينتظم الامر وتهيأ الفريقان للملتقى فانكسر تنم ومن معه من الامراء وأمسك هو وغالب من معه في الوقعة واستمر ركاب السلطان إلى دمشق وصعد قلعتها وبث النواب وقرر أمور دمشق وقواعدها وحبس تنم بها ثم توفي مقتولا بها في رجب أو شعبان سنة اثنتين وكان أميرا كريما كبيرا شجاعا مهيبا عادلا محترما ذا همة عالية ورأى وتدبير وخبرة وعرفان ، بنى خانا للسبيل بالقرب من