@ 25 @ قال وكان متواضعا متسع الكرم له وضع عند المؤيد جاء معه من الشام وتزايد وضعه عند الاشرف ، وولي ولايات كثيرة وكان أهل مصر يحبونه ولكن كان في لسانه زلق يرمى منه مهما جاء . وقال المقريزي كان أبوه قدم دمشق من بلاد حلب وصار من جملة أجنادها وممن قام مع منطاش فأخرج عنه الظاهر برقوق أقطاعه وولد له التاج بناحية الشويكة التي تسميها العامة الشريكة خارج دمشق ونشأ بدمشق في خمول وطريقة غير مرضية إلى أن اتصل بشيخ حين نيابته لها فعاشره على ما كان مشهورا به من ) .
اتباع الشهوات وتقلب معه في طوال تلك المحن وولاه وزارة حلب لما ولي نيابتها فلما قدم القاهرة بعد قتل الناصر فرج قدم معه في جملة أخصائه وندمائه فولاه في سلطنته ولاية القاهرة مدة أيامه فما عف ولا كف عن اثم ، وأحدث من أخذ الأموال ما لم يعهد قبله ثم تمكن في الأيام الاشرفية وارتفعت درجته وصار جليسا نديما للسلطان وأضيفت له عدة وظائف حتى مات من غير نكبة ، ولقد كان عارا على جميع بني آدم لما اشتمل عليه من المخازي التي جمعت سائر القبائح وأربت بشاعتها على جميع الفضائح . قلت وهو الذي شفع عند الاشرف في القضاة سنة آمد حتى أعفوا من المسير إليها ورسم باقامتهم في حلب بل وأنعم على المالكي والحنبلي لقتللهما بالنسبة للآخرين بمال وعد ذلك وأشباهه في مآثره . .
122 تاج بن محمود تاج الدين العجمي الاصفهيدي الشافعي نزيل حلب . / ولد في سنة تسع وعشرين وسبعمائة تقريبا وورد من العجم إلى حلب فتوجه منها إلى الحجاز فحج ثم عاد إليها وسكن الرواحية بها وولي تدريس النحو بها واقراء الحاوي أيضا ، وكان إماما عالما ورعا عزبا عفيفا غير متطلع للدنيا صنف شرحا على المحرر وعلى ألفية ابن مالك في النحو ولكنه ليس بالطائل وغير ذلك ، ولم يكن له حظ ولا تطلع إلى أمر من أمور الدنيا ، وتصدى لشغل الطلبة والافتاء ، وكانت أوقاته مستغرقة في ذلك فالاقراء من بعد الصبح إلى الظهر بالجامع الكبير ومن ثم إلى العصر بجامع منكلي بنا والافتاء من العصر إلى المغرب بالرواحية وربما يقع له الوهم في الفتاوي الفقهية ، وهو ممن أسر في الفتنة وأرسل ابراهيم صاحب شماخي يطلبه من تمر لنك واستدعاه إلى بلاده مكرما فتوجه معه إليها واستمر هناك حتى مات في أثناء ربيع الأول سنة سبع وممن قرأ عليه ابن خطيب الناصرية وترجمه بما هذا ملخصه ونحوه لشيخنا في أنبائه . .
123 تاني بك بن سيدي بك الناصري الساقي المصارع رأس نوبة . / مات