@ 89 @ الجيش وحصل الاقتصار عليه والانفراد به مرة بعد أخرى ثم كتابة السر في ذي القعدة سنة ست وستين واستمر حتى مات وحمدت سيرته في سائر مباشراته وخطب بتربة الظاهر خشقدم أول ما صلى فيها بل خطب بالقلعة في زمن الفترة وفوض إليه التكلم في القضاء والتعايين ونحوها حتى تعين من استقر بسفارته بعد امتناعه هو من الاستقلال به وكذا استخلفه قبل ذلك القاضي الحنفي حين توجه للحج ولذلك أوردت له ترجمة حافلة في ذيل القضاة وحج غير مرة منها في الرجبية التي كان البروز لها في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين بعد انقطاعها مدة وسار في تجمع زائد ومعه جمع كثيرون من الأعيان والفضلاء وابتدأ بزيارة المدينة وأم بها وعرض عليه الخطابة فامتنع تأدبا ثم بمكة وصلى ولده بالناس فيها وحضر في قراءة منهاج العابدين وغيره عند عبد المعطي المغربي وبعض مجالس الوعظ عند أبي اسحق العجمي وغير ذلك وكذا زار القدس والخليل مرة بعد أخرى ودخل اسكندرية ودمياط وغيرها وأنشأ كثيرا من أماكن القرب والمبرات أجلها المدرسة المجاورة لبيته وهي بديعة الوصف أنسة بهجة قرر فيها صوفية ودروس تفسير وحديث وفقه وغير ذلك وكذا عمل مدرسة لطيفة ببيت المقدس وسبيلين بمكة ورباطا ومدرسة بالمدينة وله تربة هائلة اشتد حرصه على دفن غير واحد من العلماء والغرباء والصالحين بها وعمل غير واحد من الوعاظ كأبي العباس القدسي والشهاب العميري والمحب بن دمرداش بحضرته بل وحدث بالكثير بقراءة المحيوي الطوخي والشمس بن قاسم فمن دونهما ومما قرئ عليه الحلية لأبي نعيم والاحياء وخرج من مروياته بالأجايز وغيرها أربعون حديثا عن أربعين شيخا ممن ينسب إلى أربعين بلدا عن أربعين صحابيا في أربعين بابا من أربعين تصنيفا قرأها العز بن فهد محدث الحجاز وكذا عمل له فهرست أيضا وأفتى وعرض عليه الأبناء وصار عزيز مصر ومحاسنه جمة والقلوب برياسته مطمئنة ولذا مدحه الأكابر كالنواجي والحجازي وغيرهما من الفحول مما لو اعتنى بجمعه لزاد على مجلد والغالب عليه الخير وله أوراد وأذكار وقيام واجتهاد في كثير من الخيرات وما ناكده أحد فأفلح وتزايد تعبه بأخرة إلى أن مات بعد توعك طويل في يوم الخميس سادس رمضان سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه في يومه بسبيل المؤمن في مشهد هائل جدا ثم دفن ليلة الجمعة بتربته وارتجت الجهات سيما الحرمين لموته وصلى عليه في غالبها رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة