@ 85 @ سابع عشري شوال سنة تسع وخمسين رحمه الله وإيانا قال فيه البقاعي إنه سار سيرة حسنة في طريقه وجمع الناس على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخليص المظالم من النواب وسائر الظلمة مع المداراة والخبرة باستعطاف القلوب حتى كان المرجع إليه في الأمور المعضلة في القدس وبلادها وهو أمثل المتصوفة في زماننا باعتبار تشرعه وشدة انقياده إلى الحق وصلابته في الأمر بالمعروف وعفته وكرمه على قلة ذات يده وتردد إلى القاهرة مرارا وكان معظما عند الملوك فمن دونهم وعلى ذكره رونق وأنس زائد لا يمكن جماعته من شيء مما يصنعه المتصوفة كالصياح والعجلة ونحوهما مما يظهرون به التواجد وغيبة الحس ولما بنى الأمير حسن الكشكلي مدرسة بالمسجد الأقصى بعد سنة خمس وثلاثين جعله شيخها فقطنها وله قدرة على إبداء ما في نفسه بعبارة حسنة غالبها سجع بل له نظم فيه الجيد ومنه % ( فاء الفقير فناؤه لبقائه % والقاف قرب محله بلقائه ) % % ( والياء يعلم كونه عبدا له % في جملة الطلقاء من عتقائه ) % % ( والراء راحة جسمه من كده % وعنائه وبلائه وشقائه ) % % ( هذا الفقير متى طلبت وجدته % في جملة الأصحاب من رفقائه ) % | وله ذكر في أحمد بن رسلان وذكره ابن أبي عذيبة وقال عقب نسبه كذا ثبت في هذه الأيام على قضاة القدس والعهدة عليه فيه ووصفه بالشيخ الإمام الصالح القدوة المسلك شيخ القدس ومقصد زواره وملجأ ذوي الضرورات فيه اشتهر اسمه وبعد صيته وصار له أتباع ومريدون وزوايا وخلفاء في كل بلد بحيث لا يعرف في زماننا من يدانيه في الكرم والاطراح وعدم التكلف والقيام بما عليه من حقوق العباد وقضاء حوائج من عرف ومن لم يعرف وأحيا لأجداده ذكرا كبير لم يكن فيمن قبله من آبائه وحصلت له رياسة بحق لا بتطفل رحمه الله وإيانا | 222 ( أبو بكر ) بن محمد بن علي بن سعيد بن محمد بن عمر بن إبراهيم الرعيني اليماني شقير | قرأ على المحرق وعلى عبد الله بن صالح البريهي الفقيه المهذب وحضر دروس الريمي وسمع على المجد الشيرازي البغوي أو بعضه وعلى القاضي أحمد القرامدي الوجيز والفرائض وعلى عمر بن أحمد المقري المغني والمنهاج وولي القضاء بعز الهنا وصحب الفقيه وجيه الدين الزوقري وصالح المرسي وابن الخياط والد جمال الدين وقال فيه الجمال ابنه كان صالحا خيرا موئلا للأصحاب | مات عن خمسة وستين عاما منتصف جمادى الأولى سنة اثنتى عشرة رحمه الله