@ 289 @ وكان فيما قيل مسرفا على نفسه مهملا عفا الله عنه . .
1134 يلبغا أبو المعالي السالمي الظاهري برقوق الحنفي . كان يذكر أنه سمرقندي وأن أبويه سمياه يوسف وأنه سبي فجلب إلى مصر مع تاجر اسمه سالم فنسب إليه واشتراه برقوق وصيره من الخاصكية يعني لمهارته ورتبه لقراءة كتاب الكلم الطيب عنده ، ثم كان ممن قام له بعد القبض عليه في أخذ صفد فحمد له ذلك ، وولاه نظر سعيد السعداء في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ووعده بالأمرة ولكن لم يعجلها له فلما كان في صفر سنة ثمانمائة ومن قال في شعبان من التي تليها فقدوهم أمره عشرة وقرره في شعبانها ناظر الشيخونية فباشره بعنف وكذا اتفق له في سعيد السعداء فإنه أخرج مكتوب وقفها ورام المشي على شرط الواقف ، وجرت خطوب وحروب بحيث عمل فيها بعض الشعراء ، وكان يترقب نيابة السلطنة فما تم ، ثم جعله أحد الأوصياء فقام بتحليف مماليك السلطان لولده الناصر وأول ما نسب إليه من الجور أنه أنفق في المماليك نفقة البيعة على أن الدينار بأربعة وعشرين ثم نودي بعد فراغ النفقة أن الدينار بثلاثين فحصل الضرر التام بذلك ، وتنقلت به الأحوال بعد فعمل الأستادارية الكبرى والإشارة وغيرها حسبما شرح في أماكنه ، ومن محاسنه في مباشراته أنه قرر ما يؤخذ في ديوان المرتجع على كل مقدم خمسين ألفا وعلى الطبلخانات عشرين ألفا وعلى العشراوات ) .
خمسة آلاف فاستمرت إلى آخر وقت وكان المباشرون في دواوين الأمراء قبل هذا إذا قبض على الأمير أو مات يلقون شدة من جورة المتحدث على المرتجع فلما تقرر هذا كتب به ألواحا ونقشها على باب القصر وهي موجودة إلى الآن ، وهو الذي رد سعر الفلوس إلى الوزن وكان قد فحشت جدا بالعد حتى صار وزن الفلوس خروبتين ، وفعل من المحاسن ما يطول شرحه وسار في الأستادارية سيرة حسنة عفيفة وأبطل مظالم كثيرة منها تعريف منية بني خصيب وضمان العرصة وإخصاص الغسالين ، وأبطل وفر الشون وكسر الويبة التي كان يكال بها وعمل ويبة صحيحة وأبطل ما كان مقررا على برد دار الديوان المفرد والمقرر على شاد المستخرج ، وركب في صفر سنة ثلاث فكسر ما بمنية الشيرج وناحية شبرى من جرار الخمر على كثرتها وهدم كنيسة النصارى وتشادد في النظر في الأحكام الشرعية وخاشن الأمراء وعارضهم فأبغضوه وقام في سنة ثلاث أيضا فجمع الأموال لمحاربة تمرلنك زعم فشنعت عليه القالة كما شرح في محله ولم يلبث أن قبض عليه في رجب منها وتسلمه ابن غراب وعمل أستادارا وأهانه