@ 284 @ فأرسل أبا زيان بن أبي طريف بن أبي عنان فحاصر فاس ، وقد اشتدت شوكة صاحب الترجة واستفحل أمره ففتك فيمن بقي من بني مرين وساعد أبا زيان وقام بأمره فدخل فاس وقتل عبد العزيز الكناني وعدة من أقاربه كما شرح في محله من الحوادث سنة أربع وعشرين ثم أرسل ابن الأحمر محمد بن أبي سعيد فعسكر على فاس ففر منه أبو زيان فمات ببعض الجبال وقتل هذا ثم لم يلبث أن مات محمد عن قرب فأقيم ابن أخيه عبد الرحمن فثار به أهل فاس فقتلوه وقتلوا ولده وأخاه وأقاموا رجلا من ولد أبي سعيد ، وقام بمكناسة وهي على مرحلة من فاس أبو عمر بن السعيد وقام بتازة وهي على مرحلة ونصف من فاس آخر من ولد السعيد أيضا فصار في مسافة مرحلتين ثلاثة ملوك ليس بأيديهم من المال إلا ما يؤخذ ظلما فتلاشى الحال وخربت الديار وقتلت الرجال والحكم لله . ذكره شيخنا في إنبائه نقلا عن خط المقريزي فيما نقله عن من يثق به من المغاربة القادمين للحج فالله أعلم . .
1113 يعقوب بن عبد الله الجاباتي الفاسي البربري . / مات سنة خمس وعشرين . .
1114 يعقوب بن عبد الرحمن بن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي بكر بن بكار بن أظوال المغربي الفاسي المالكي قاضي الجماعة بمدينتي فاس وتازة ويعرف بابن المعلم اليشفرى . / ولد في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وأرجوزة ابن بري برواية نافع والخرازة في الرسم والرسالة والمدونة لسحنون وتلقين عبد الوهاب وفي الحساب التلخيص لابن البناء والحصار وفي الفرائض أرجوزة ابن إسحق التلمساني والحوفي وابن عرفة وفي النحو ألفية ابن ملك وتلا لنافع على جماعة أجلهم الحاج إبرهيم ومحمد الصغير والوهري ، وأخذ الحديث عن عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن وزكريا التلمساني والفقه عن عبد الله بن محمد بن موسى بن معطي العبدوسي ومحمد بن آمدلال وعلي بن عبد الرحمن الأنفاسي وأحمد بن عمر الزجلدي وحسن بن محمد المغيلي والفرائض والحساب عن عبد الله بن محمد المكناسي ، وحج في سنة خمس وسبعين من طريق الشامي بعد إقامته بدمشق مدة وكان يثني على أهلها ثم رجع إلى القاهرة في رمضان التي تليها ، ولقيه البقاعي قال فرأيته إماما علامة في غاية من جودة الذهن وحسن المحاضرة ) .
وجميل السمت والهدى والدل يعرف كثيرا من العلوم وأنه حضر مجلسه كثيرا وسمع عليه في المناسبات وسافر عقب ذلك إلى إسكندرية راجعا إلى بلاده فبلغنا في أواخر سنة سبع وسبعين أنه توفي وهو ذاهب في البحر وكان معه ولد مراهق فبلغنا أنه مات أيضا رحمهما