@ 274 @ قبلي هذه القبة تربة عظيمة جدا فيها شيخ وصوفية وتجاه التربة مدرسة وبجانبها سبيل للشرب وحوض للبهائم وبحرة عظيمة يجري الماء منها إلى مزروعات وبالقرب من المطرية قبة هائلة وبجانبها مدرسة فيها خطبة وأماكن تفوق الوصف إلى غيرها مما لا ينحصر وصار ذلك من أبهج المتنزهات بحيث يتكرر نزول اللسطان للقبة الثانية ومبيته بها بخواصه فمن دونهم ، ولا زال يسترسل في العمائر إلى أن اجتهد في سنة أربع وثمانين والتي بعدها بل والتي قبلهما في إلزام الناس بإصلاح الطرقات وتوسعتها وهدم الكثير مما أحدث أو كان قديما وتوعرت الطرقات إما بكثرة الهدم وارتدامها بالأتربة ونحوها أو بغيبة أرباب بعض الأماكن بحيث تصير الأماكن بعضها منخفض وبعضها مرتفع وتضرر المارة بهذا وعطب كثير من الناس والبهائم وربما يصرف على الغائب ثم يرجع عليه كالديون اللازمة إلى أن أصلحت عامة الشوارع والطرقات ووسعت وهدم لذلك كثير من الدور والحوانيت بحق وغيره بل ندب بعض قضاة السوء لذلك والحكم به ونشأ عن هذا تجريد جامع الصالح والفكاهين وزخرفتهما وظهرت أماكن كانت خفيت وقد وقع شيء من هذا في الجملة أول سنة ست وأربعين وكان ) .
ناظرا لما يذكر به دهرا مع الصدقات المنتشرة والصلات الغزيرة والرغبة في الفات ذوي الفضائل والفنون إليه ومباحثتهم وإلقاء المسائل عليهم وعلو الهمة ومزيد الشهامة ومتين التصور والفهم وسرعة الحركة ومحبة الثناء عليه ولذا كثر مادحه وتحصل الكتب النفيسة شراء واستكتابا ولو شرحت تفصيل ما أجملته لكان مجلدا ، وقد تكرر اجتماعي به وكان حريصا على ذلك بحيث رغب في تحصيل أشياء من تصانيفي وأسمع بعض أولاده مني بحضرته المسلسل ولو وافقت على مزيد الاجتماع به لتزايد إقباله ولكن الخيرة فيما قدر . ولم يزل على عظمته إلى أن سافر باشا لعسكر هائل إلى حلب بعد اجتماع سائر العساكر الشامية وما أضيف إليها بها واقتضى رأيه المسير للبلاد العراقية فقطع الفرات وتوجه إلى الرها فكان ضرب عنقه صبرا على يد أحد أمراء يعقوب بن حسن باك في رمضان سنة خمس وثمانين وجيء بجثته في أثناء ذي القعدة فتلقاها السلطان وجميع المقدمين فمن دونهم ودفنت بتربته المشار غليها وارتجت النواحي لقتله وكان سفره بعد أن نظر في حال الضعفاء وصرف لأهل المؤيدية نحو سنتين ثم لأهل سعيد السعداء سنة فما دونها ثم للبيبرسية ثلث سنة وتأسى به غيره من النظار في ذلك وعتق جملة من مماليكه وربما تحدث بانكساره وكثيرا ما كان يصرح بأنه لا يخضع لغير الأشرف وأفعاله شاهدة لذلك عفا الله عنه وإيانا . .
يشبك الأشقر . / .
يأتي قريبا .