@ 23 @ ثم عاد إليها فحفظ القرآن وكتبا واشتغل بالفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها ، وبرع وأشير إليه بالفضيلة والطلاقة ، ومن شيوخه الزين عبادة والشمس الغراقي وأبو القسم النويري وأبو الفضل المشدالي المغربي ، وسمع على شيخنا وغيره وتردد لكمالي بن البارزي ونحوه ووثب بتحريك البقاعي وشيخهما أبي الفضل على قاضي المالكية البدر بن التنسي مع كونه من شيوخه حيث عارضه في قتل الشريف الكيمياوي حسبما شرحته في الحوادث ، وتقرب من الظاهر جقمق بذلك ، وناب حينئذ في القضاء وغيره وصارت له حركات وقلاقل أنبأ فيها عن كامن طيش وخفة وتساهل ومجازفة وجرأة وآل أمره إلى أن أهين جدا وطيف به على أسوأ حال وعاد كما بدأ بل أسوأ فأنه خمد كأن لم يكن ، وسافر إلى مكة فحج وكذا حج قبل محنته ثم عاد مظهرا للإنابة ، ولا زال في خمود وانخفاض حتى مات في وقد تنافر مع البقاعي وقتا ومد كل منهما لسانه في الآخر كما هي سنة الله في الصحبة الفاسدة غفا الله عنهما . .
محمد بن أحمد بن علي الشمس القاهري الحسيني سكنا الحنبلي ويعرف بالغزولي . ولد سنة ) .
ثمان وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على الشمس بن الأعمى قال وكان تاجرا متقدما في القراءات والفخر البلبيسي الإمام وحفظ كتبا منها ألفية ابن مالك وقرأ في النحو على عبد الحق ولم ينسبه وفيه وفي المنطق والمعاني والبيان والحكمة على المجد اسماعيل الرومي نزيل البيبرسية وفي الفقه على البرهان الصواف ولازم ابن زقاعة في أشياء وعرض عليه الألفية وكتب له الإجازة نظما رواه لي عنه وكان أحد صوفية البيبرسية ممن ينسب لعلم الحرف ولذا لم يكن بالرضى وكأنه لذاك اختص الشيخ محمد ابن سلطان القادري فقد كان أيضا يذكر به ، وحج ودخل الشام لأجل تركة أبيه وزار القدس واقتنى كتبا في فنون مع مشاركة في الجملة وسكون . مات بعد تعلله نحو ثلاث سنين في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وهو جد الشمس محمد ابن بيرم الحنبلي لأمه رحمه الله وعفا عنه . .
محمد بن أحمد بن علي ناصر الدين المقدسي نزيل مكة ويعرف بالسخاوى . سمع من ابن صديق الصحيح ومسندى والدار قطنى وعبد وفضائل القرآن بفوت فيه والامالي والقراءة لابني عفان ، وحدث بالصحيح قرأ عليه النور بن الشيخة وكان له إلمام بالقراءات أدب الأطفال بمكة مدة ناب عن الزين بن عياش في المدرسة الكلبرقية في إقراء عشرة من القراء كل يوم . مات في المحرم سنة أربعين