@ 172 @ .
فضل الله بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس المجد بن الفخر المصري القبطي الحنفي ويعرف بابن مكانس . ولد في شعبان سنة تسع وستين وسبعمائة ونشأ في عز ) .
ونعمة في كنف أبيه فتخرج وتأدب ومهر ونظم الشعر وهو صغير جدا فإن أباه كان يصحب البدر البشتكي فانتدبه لتأديبه فخرجه في أسرع مدة ونظم الشعر الفائق وباشر في حياة أبيه توقيع الدست بدمشق وكان أبوه وزيرا به ثم قدم القاهرة فلما مات أبوه ساءت حاله ثم خدم في ديوان الإنشاء وتنقلت رتبته فيه إلى أن جاءت الدولة المؤيدية فامتدحه بقصائد فأحسن القاضي ناصر الدين بن البارزي لاعتنائه به وإحسانه إليه السفارة له عنده بحيث أثابه ثوابا حسنا ذكره شيخنا في أنبائه قال : وكانت بيننا مودة أكيدة اتصلت نحوا من ثلاثين سنة وبيننا مطارحات وألغاز ، وسمعت من لفظه أكثر منظومه ومنثوره ، وشعره في الذروة العليا وكذلك نثره لكن نظمه أحسن مع أنه قليل البضاعة من العربية ولذا ربما وقع له اللحن الظاهر وأما الخفي فكثير جدا وقد جمع ديوان أبيه ورتبه ، وقال في معجمه : الفاضل ابن الفاضل تعانى الأدبيات فمهر في النظم والنثر وباشر في الدواوين السلطانية ، وكان غالب عمره في إملاق وبيننا صحبة ومودة ومطارحات كثيرة مدونة ودامت مودتنا ثلاثين سنة إلى أن فجئه الحمام فمات بالطاعون في يوم الأحد خامس عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين رحمه الله ، وقال غيره أنه تفقه وقرأ النحو واللغة وبرع في الأدب ، ولأبيه فيه : % ( أرى ولدي قد زاده الله بهجة % وكمله في الخلق والخلق مذ نشا ) % % ( سأشكر ربي حيث أوتيت مثله % وذلك فضل الله يؤتيه من يشا ) % ومن نظم المجد يهنئ والده بعوده من السفر : % ( هنئت يا أبتي بعودك سالما % وبقيت ما طرد الظلام نهار ) % % ( ملئت بطون الكتب فيك مدائحا % حقا لقد عظمت بك الأسفار ) % ومن زهدياته : % ( جزى الله شيبي كل خير فإنه % دعاني لما يرضى الإله وحرضا ) % % ( فأقلعت عن ذنبي وأخلصت تائبا % وأمسكت لما لاح في الخيط أبيضا ) % ومنه : % ( قالوا وقد عشقت قاماتهم والأعينا % إن رمت تلقانا فلج بين السيوف والقنا ) % وقوله : ) % ( بحق الله دع ظلم المعنى % ومتعه كما يهوى بأنسك ) % % ( وكف الصدر يا مولاي عمن % بيومك رحت تهجره وأمسك ) %