@ 173 @ بالقاهرة والعفيف عبد الله بن الجمال المطري وخليل بن عبد الرحمن والشهاب أحمد بن قاسم الحراري في آخرين بمكة وابن أميلة والمنبجي بالشام ومما سمعه المسلسل والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي والموطأ والشفا وجزءي البطاقة وأكثر ذلك بقراءته وأجازه جماعة وخرج له الولي العراقي مشيخة حدث بها وبالكتب الستة وغيرها وتقدم قديما وتصدى للإفتاء والتدريس دهرا ولبس عنه غير واحد الخرقة بلباسه لها من البدر أبي عبد الله محمد بن الشرف أبي حفص عمر بن أبي الحسن الدومراني بلباس كل منهم من أبيه بلباس أبي الأول من أبي عمرو عثمان بن مليك الزفتاوي وأبي الثاني من والده وأبي الثالث من أبي محمد عبد الله الغماري بلباس الثلاثة من أبي العباس البصير الذي جمع الشيخ مناقبه ودرس بمدرسة السلطان حسن وبالآثار النبوية وجامع المقسي مع الخطابة به وغيرها وولي مشيخة سعيد السعداء مدة وصرف عنها واتخذ بظاهر القاهرة في المقس زاوية فأقام بها يحسن إلى الطلبة ويجمعهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى لهم في الأرزاق حتى كان أكثر فضلاء الطلبة بالقاهرة من تلامذته ووقف بها كتبا جليلة ورتب فيها درسا وطلبة وحبس عليها رزقه ونحو ذلك وممن أخذ عنه الولي العراقي والجمال بن ظهيرة وابن الجزري وشيخنا وقال اجتمعت به قديما وكان صديق أبي ولازمته بعد التسعين وبحثت عليه في المنهاج وقرأت عليه أشياء والعز محمد بن عبد السلام المنوفي وكتب له إجازة بالتدريس ) .
طنانة كما سيأتي في ترجمته والفاسي وثنا عنه من لا أحصيه كثرة وآخر من تفقه به الشمس البشبيشي والزين الشنواني والبرهان الكلمشاوي كل ذلك مع حسن الأخلاق وجميل العشرة ومزيد التواضع والتقشف والتعبد وطرح التكلف وحسن السمت ومحبة الفقراء وتقريبهم والمناقب الجمة بحيث قل أن ترى العيون في مجموعه مثله وقد عين مدة لقضاء الديار المصرية فلما بلغه ذلك توارى وذكر أنه فتح المصحف في تلك الحالة فخرج له قال رب السجن أحب إلي مما تدعونني إليه الآية فأطبقه وتوجه إلى منية الميرج فاختفى بها أياما حتى ولي غيره فعاد وقد أشار إلى أصل ذلك القاضي تقي الدين الزبيري فإنه قال في حوادث سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة لما أراد برقوق صرف البرهان بن جماعة عن القضاء لأنه تخيل منه أنه لا يوافقه على استبداده بالسلطنة طلب من يصلح فذكروا له جماعة منهم الأبناسي فأرسل