@ 162 @ ولازم الجمال بن ظهيرة حتى أخذ عنه معجمه وفضائل مكة للجندي وغيرهما وسمع أيضا على الزينين المراغي والطبري وابن سلامة وأبي الحسن بن عبد المعطي والكمال بن ظهيرة في طائفة وبالمدينة النبوية على النور المحلي سبط ازبير والجمال الكازروني وغيرهما ، وارتحل إلى الشام في سنة أربع وثلاثين فأخذ بها عن حافظها ابن ناصر الدين ولازم العلاء البخاري حتى قرأ عليه رسالته في الموضوع وكتابه نزهة النظر في كشف حقيقة الإنشاء والخبر ورسالته المدعوة فاضحة الملحدين وغير ذلك وبالغ العلاء في تعظيم صاحب الترجمة وأذن له في إقرائها مع غيرها مما سمعه منه وغيره وزار بيت المقدس والخليل وأخذ بكل منهما عن جماعة وأجاز له خلق منهم المجد اللغوي ، وجد في هذه العلوم وغيرها حتى برع وأشير إليه بالفضيلة التامة وتنزل في الجهات وسكن الصيرمية برأس سوق أمير الجيوش مدة طويلة وكان تلقاها عن رفيقه النور القمني بحكم وفاته ، ونشأ متقللا من الدنيا إلى أن استقر به الدوادار الكبير تغرى بردى المؤدي في مشيخة مدرسته التي أنشأها بخط صليبة جامع ابن طولون وتدريسها وبعنايته استقر في تدريس الصلاحية المجاورة للشافعي ونظرها بعد وفاة التلواني وفي وظيفة خزانة الكتب بالأشرفية برسباعي عقب الشمس بن الجندي وكان يحكي لنا في شأنها أنه حضر مبيع كتب مخلفة عن بعضهم ومن جملتها لسان العرب في اللغة بخط مؤلفه فلم يتنبه له كبير أحد فرام أخذه لحسن موقعه عنده وزاد فيه فانتدب عند ذلك للزيادة فيه بعض الأعيان بحيث بلغ ثمنا كثيرا لا ينهض الشيخ بالوفاء به وخشي من الزيادة فيه أن يلزم في الحال بثمنه فلا يقدر فربما يكون ذلك سببا لشيء فأعرض عنه مع تعلق خاطره به فلما صارت إليه هذه الوظيفة كانت النسخة بعينها أول شيء أخرج له حين التسليم والعرض والأعمال بالنيات ، ثم استقر بعده في تدريس الفقه بالشيخونية بعد وفاة القاياتي والحديث بجامع طولون بعد وفاة شيخنا وكذا في تصدير القراءات بالمدرسة الحسنية وعرض عليه قضاء الشافعية بدمشق فامتنع وترشح له بالديار المصرية فما قدر وما كان يكره ذلك وقرر في الخشاية في حياة العلم البلقيني فاستعفى منه وتصدى للتدريس قديما وسنه دون العشرين فانتفع به خلق من الأعيان وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة فكان ممن أخذ عنه النور البلبيسي إمام الأزهر والشهاب الكوراني والبدر أبو السعادات البلقيني ونعمة الله الجرهي والبرهان بن ) .
ظهيرة وابن أبي السعود والجلال بن الأمانة والشرف بن الجيعان والنجم بن قاضي عجلون وفي غير الشافعية السنهوري وقريبه العز الكناني الحنبلي ولم يزل متصديا للإقراء والإفتاء إلى أن أخذ منه تدريس الصلاحية لشيخنا فكثر تألمه بسببه لا سيما وقد