@ 48 @ .
إبراهيم فما سمح ابن الهمام بامضاء الشيخونية لهذا مع توسله عنده بجوهر المذكور وغيره واحتج بعدم التأهل ورام المناوي وهو قاضي الشافعية اذ ذاك التوقف أيضا في جامع طولون فاستغاث العلاء وطلب الطلوع وهو محمول إلى الظاهر فبادر القاضي وكتب وحاول اخراجها عنه بعد موته محتجا بأن شرط الواقف أن يكون المدرس ذا رحلة فما نهض ثم ولي مشيخة التربة الطويلية بالصحراء انتزعها من زين العابدين بن المناوي بعد انفصال والده عن القضاء متمسكا بسبق ولايته لها من شيخنا عوضا عن العرياني وفوض العلم البلقيني إلى المحب بن يعقوب القضاء لكونه زعم أنه شهد بذلك على شيخنا ولم يكن معه غيره حتى تم الأمر ، هذا مع سبق منازعة بينهما فيها عند القاضي الحنفي سعد الدين بن الديري وعدم نهضة التقى لشيء حتى ولا تحرير الدعوى وقال له زين العابدين انك لا تعرف علما والتزم أن لا نخرج معي من عهدة ما تزعم معرفته ، ثم مشيخة الفقه بالشيخونية عقب السراج الوروري متمسكا بولاية سابقة له فيها من بعض النظار هذا مع كون ما تمسك به يقتضي اشتراك ابن أخيه معه فيه ، ثم مشيخة الخانقاه سعيد السعداء عقب الزين خالد المتوفي ببذل أربعمائة فأقبل فيما قيل ، وناب عن ابن النواجي في درسي الحديث بالجمالية والحسنية إلى غير ذلك من مرتب في جوالي مصر وغيرها مع مرتبات في أوقاف الصدقات واطلاب وتصوفات وغيرها وقد حدث ودرس قليلا وربما أفتى ، وكان انسانا متجملا في ملبسه وهيئته وضئ الهيئة سريع الدرج في القراءة غير قائم الاعراب في كلها رافقته في الأخذ عن شيخنا وغيره وسمع بقراءتي على غير واحد واستفاد مني أشياء لفظا ومراسلة وكتبت عنه قوله : % ( ورب فتاة أخجل الغصن قدها % سبت قلب صب والمحبة قاطنه ) % % ( وتفزع بخلا حين نشدو بوصلها % فواعجبا من خوفها وهي آمنه ) % وقد تلاعب به الشعراء في بيتين عملهما بما لم أطل بايراده مع سائر ترجمته تخفيفا . مات وأنا بمكة في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان سنة إحدى وسبعين بمنزله الذي اشتراه بخان الخليلي من القاهرة وصلى عليه من الغد بجامع الأزهر ودفن بالقرب من قبر أخيه رحمهما الله وإيانا ، ومما قدح فيه البقاعي به أنه وجدب خطه نسبتهم إلى قريش ولم يدع ذلك أبوه ولا أخوه ولا أحد ممن رأينا منهم ، قال ثم رأيت ذلك بخط أخيه قال وله نظم يتكلفه لا بقريحة مجيبة بل باستعمال العروض ، قال ومما جربته عليه مما يقدح ويؤثر في الجرح أنه حال القراءة إذا مر ) .
بكلمة تعسرت عليه قراءتها تركها وقرأ ما بعدها ، ثم أورد شيئا مما وقع له من ذلك وهجاه بعد موته .