@ 27 @ .
غاية لا تخفى كان رام بعد أستاذه ابن الكويز أن يخدم عند صاحب الترجمة فما وافق فتوصل لخدمة الأشرف حتى صار إلى ما صار بحيث صار صاحب الترجمة خاضعا له ماشيا في أغراضه حتى فيما يكرهه مع إغراء جوهر للسلطان عليه وافتراء الكثير مما يقرره لديه وكذا أحضرت له أم العزيز قبل وصولها إلى الأشرف ليشتريها فامتنع فصارت بعد إلى الأشرف وحظيت عنده بحيث سافر الزيني في خدمتها إلى مكة وربما مشى بين يدي محفتها فسبحان الفعال لما يريد . .
82 عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخي الأصل الملطي ثم القاهري الحنفي نزيل الشيخونية . / ولد في رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة بملطية ، ونشأ بها وبحلب ودمشق فقرأ في دمشق بعد بلوغه القرآن ببعض القراءات ثم حفظ منظومة النسفي والكنز ونصف المجمع وأقرأه أبوه الكثير ، وحضر دروس قوام الدين وحميد الدين النعماني وغيرهما من علماء مذهبه وغيره وقرأ على جماعة من فضلاء الروم كالعلاء الرومي قاضي العسكر بها في دمشق والبرهان البغدادي في طرابلس وقدم القاهرة فلازم النجم القرمي في العربية والمعاني والبيان والشرف يونس الرومي نزيل الشيخونية في المنطق والحكمة والكلام بل المحيوي الكافياجي حتى أخذ عنه كثيرا وحضر دروسه في علوم جمة وكتب جليلة وحمل عنه أيضا كثيرا من رسائله وأجاز له الشمني وابن الديري وآخرون ، ودخل المغرب فأخذ دروسا في النحو والكلام والطب بل أتقنه بخصوصه مع جماعة وممن لقيه هناك أبو عبد الله محمد الزلدوي أحد الآخذين عن ابن عرفة ، وبرع في كثير من الفنون وشارك في الفضائل وألف ونظم ونثر وأقبل على التاريخ واستمد فيه مني كثيرا وتردد إلي له ولغيره من الدروس ، وهو إنسان ساكن أصيل منجمع عن الناس متودد سمعت من نظمه وفوائده بل امتدحني بما كتبه لي بخطه . .
83 عبد الباسط بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد الزين بن العلم ابن الجيعان شقيق عبد الغني ويحيى / الآتيين . ولد في سنة ست عشرة وثمانمائة وقرأ قليلا وتخرج بوالده وغيره من أقربائه وبرع في المباشرات وتكلم في جهات كالشيخونية والمؤيدية والاشرفية وسعيد السعداء واستبد بها وبالبيمارستان ثم أعرض عن بعضها وأثنى على مباشراته وشدة ضبطه ونظافة قلمه وعدم محاباته ووقوفه عند قوله وبذله الخفي لمن يثبت عنده استحقاقه وفقره وعليه لهم رواتب سنوية وغيرها ولهذا كان من لم يتدبر أمره يعتقد فيه اليبس سيما وعدم محاباته ينشأ عنها نوع جفاء وتمقت مما أكثره يصدر عن صدق ، كل