@ 204 @ والأمراء تركب فى خدمته وبلغ من عظم قدره أنه مرض مرة فلما عوفى دخل مصر إلى دار العقد فزينت له البلد وكان عدد الشمع ألفا وستمائة شمعه وركب حراقة فلاقاه التجار الكارمية ونثروا عليه الذهب والفضة فتناهبها النواتية وعمر بالزريبة جامعا وفى طرق الرمل عدة آبار وأصلح الطرقات ولما دخل دمشق سنة 18 عمر جامع القبيبات وجامع القابون وبلغ من ارتفاع المنزلة أنه باشر الخلع على الأمراء الكبار بأمر السلطان والسلطان داخل الخيمة وكان الناصر إذا أراد أن يحدث شرا على أحد فحضر كريم الدين تركه وقال هذا ما تركنا نعمل مانريد ومن مكارمه ما استفاض أن امرأة رفعت إليه قصة تطلب منه إزارا فوقع لها بصرف ثمانمائة فاستكثر الصيرفى ذلك فراجعه فقال أردت أن أكتب لها ثمانين ولكن هذا من الله وزادها ثمانين وبلغه أن علاء الدين ابن عبد الظاهر قال هذه المكارم ما يفعلها كريم الدين إلا لمن يخافه فأسرها فى نفسه وراح إليه يوما على غفلة فأضافه بما حضر ثم أرسل أحضر إليه أنواعا من المآكل والملابس ودفع إليه كيسا فيه خمسة آلاف درهم وتوقيعا بزيادة فى رواتبه من الدراهم والغلة والملبوس وغير ذلك وخرج من عنده فلما خرج علاء الدين يودعه قال له يا مولانا والله لا أفعل هذا تكلفا وأنا والله لا أرجوك ولا أخافك وكان قد ولى نظر المرستان فكثرت أوقافه وكان كل ما دخل إليه تصدق بعشرة آلاف حتى مات مرة من الزحمة على تلك الصدقة ثلاثة أنفس ومن رياسته أنه كان إذا قال نعم استمرت وإذا قال لا استمرت وكان