@ 307 @ إليه حتى انه بقى لديه بعد خروج العلماء من عنده ومشى معه .
ثم ان السلطان وصل العلماء الذين بحثوا بحضرته بصلات ولم يعط صاحب الترجمة مثلهم فحصل معه هم وحزن حتى أن خادمه صار لا يخدمه ويواجهه بقوله لو كان لك علم لأكرمك السلطان كما اكرمهم وفي بعض المنازل نام الخادم فتولى صاحب الترجمة خدمة فرسه بنفسه ثم جلس حزينا في ظل شجرة فإذا ثلاثة نفر قد أقبلوا إليه من حجاب السلطان يسألون عن خيمة خواجه زادة ويظنون أن له خيمة كسائر الأكابر فأشار بعض الناس إليه فأنكروا ذلك ثم جاءوا إليه فقالوا له انت خواجه زادة فقال نعم فقبلوا يده وقالوا ان السلطان جعلك معلما لنفسه قال فظننت أنهم يسخرون بى ثم ضربوا هنالك خيمة وقدموا إليه فرسا وعبيدا وملبوسا فاخرا وعشرة آلاف درهم وقدموا إليه فرسا منها وقالوا قم إلى السلطان والخادم المذكور نايم فذهب إليه صاحب الترجمة ونبهه من النوم فقال الخادم خلنى انام فقال له قم انظر إلى حالى قال انى اعرف حالك دعنى فأبرم عليه فقام فنظر إليه فقال أي حال هذا قال اني صرت معلما للسلطان فقبل الخادم يده وتضرع إليه واعتذر فقبل منه وذهب إلى السلطان فشرع السلطان يقرأ عليه في التصريف وكتب هو شرحا عليه وتقرب منه غاية التقرب فحسده الوزير وقال للسلطان ان صاحب الترجمة يريد قضاء العسكر فقال السلطان لأى شيء يترك صحبتى فقال هو يريد ذلك وقال لخواجه زادة أمر السلطان ان تتولى قضاء العسكر فقال أنا لا أريد ذلك قال هكذا جرى الأمر فامتثل وصار قاضيا بالعسكر وكان ذلك بمنزلة قضاء الأقضية فعند ذلك بلغ والده أن ولده قد صار قاضيا