@ 270 @ العلوم ودرس بمدارس الروم ثم رغب عن ذلك ولازم بيته وعين له السطان بعد ترك التدريس كل يوم خمسة عشرة درهما وكان يقول انه يكفيه عشرة دراهم وهو مؤلف حاشية تفسير البيضاوي في ستة مجلدات بعبارات واضحة جلية ينتفع بها المبتدئ وله شرح على الوقاية في الفقه وشرح للفرائض السراجية وشرح لمفتاح العلوم للسكاكى وشرح للبردة ويحكى عنه أنه قال إذا اشكلت عليه آية من آيات كتاب الله تعالى توجه إلى الله تعالى فيتسع صدره حتى يكون قدر الدنيا فيطلع فيه قمران لا يدرى أى شيء هما ثم يظهر نور فيكون دليلا إلى اللوح المحفوظ فيستخرج منه معنى الآية حكى ذلك عنه صاحب الشقائق النعمانية وحكى عنه أنه قال إذا عملت اليوم بالعزيمة لا أريد اليوم إلا وأنا في الجنة وإذا عملت بالرخصة لا يحصل لى هذا الحال وحكى عنه صاحب الشقائق أيضا أنه تولى القضاء وكان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أسبوع مرة فترك القضاء طمعا في كثرة رؤيته في المنام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يره بعد تركه للقضاء فدخل في القضاء ثانيا قرآه فقال له يا رسول الله انى تركت القضاء ليزيد قربى منكم فلم يقع كما رجوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المناسبة بينى وبينك عند القضاء أزيد من المناسبة عند الترك لأنك عند القضاء تشتغل بإصلاح نفسك وإصلاح أمتى وعند الترك لا تشتغل الا بإصلاح نفسك ومتى زدت في الإصلاح زدت تقربا منى ومات في سنة 951 إحدى وخمسين وتسعمائة