@ 235 @ في كل يوم مقامة وكان لا يمر بشاهد المعرب إلا حفظ القصيدة كلها وأفتى وهو ابن عشرين سنة .
قال ابن حجر وكان لا يقوم لمناظرة ابن تيمية أحد سواه ودرس بالمدارس وكثر حاسدوه حتى انه بلغه أنهم رتبوا عليه دعوى في أمور أرادوا اثباتها عليه فبادر إلى القاضى سليمان الحنبلى وسأله أن يحكم بصحة اسلامه وحقن دمه ورفع التعزيز عنه وعدالته وإبقائه على وظائفه فأجابه إلى ذلك كله وكبسه جماعة فوجدوه مع جماعة يشربون الخمر فأمر النائب بمصادرته فبادر اليوم الثانى إلى القاضى وأثبت محضرا شهد فيه الذين كبسوه أنهم لم يروه سكرانا ولا شموا منه رائحة الخمر وإنما وجدوه في ذلك البيت وفي المكان زبدية خمر وشفع له بعض الناس فأعفى من المصادرة ثم جاء كتاب من السلطان يعزله من جميع جهاته التى كان يدرس فيها ثم عينت له بعد أيام وظائف كثيرة وتقدم واشتهر صيته وكانت له وجاهة عند الدولة .
وكان ممن أفتى بأن الناصر لا يصلح للملك ودس أعداؤه إلى الناصر قصيدة ذكروا أنه هجاه بها فأراد القبض عليه بعض أمراء السلطان ففر إلى غزة قال جلال الدين القزوينى كنت عند الناصر فدخل الحاجب فقال صدر الدين بن الوكيل بالباب فقال يدخل فلما دخل قال له الحاجب بس الأرض فامتنع وقال مثلى لا يبوس الأرض إلا لله .
قال فما شككت أن دمه يسفك فقال له الناصر أنت فقيه تركب البريد وتروح إلى مصر وتدخل بين الملوك وتعير الدول وتهجو السلطان فقال حاشا لله وإنما أعدائى وحسادى نظموا ما أرادوا على لسانى وهذا الذى تكلمته أنا معى ثم أخرج قصيدة في وزن تلك القصيدة التى نسبوها إليه نحو مأتى بيت فأنشدها فصفح عنه .
قال جلال الدين فلما أصبحنا