@ 213 @ الإنشاء ووقع في الدست وولى نظر المارستان ودرس بمدارس وولى نظر الديوان ووكالة بيت المال ونظر الخزانة .
قال ابن كثير انتهت إليه رياسة المذهب تدريسا وافتاء ومناظرة وساد أقرانه بذهنه الوقاد وتحصيله الذى منعه الرقاد وعبارته الرايقة وكلماته الفائقة ولم يسمع أحد من الناس يدرس أحسن منه ولا سمعت أحلى من عبارته وجودة تقريره وصحة ذهنه وقوة قريحته انتهى .
ثم لما ولى قضاء حلب وطلبه الناصر على البريد ليوليه قضاء دمشق فتوجه الى القاهرة فمات في الطريق فيقال أنه مات مسموما وروى انه لما مرض قال أنا ميت ولا أتولى بعد قضاء حلب شيئا لأنه كان لى شيخ أدخلنى الخلوة وأمرنى بصيام ثلاثة أيام أفطر فيها على الماء واللبان فاتفق آخر الثلاث يوم النصف من شعبان فخيل إلى وأنا في الصلاة قبة عظيمة بين السماء والأرض وظاهرها مراقى فصعدت فكنت أرى على مرقاة مكتوبا نظر الخزانة وعلى آخر الوكالة وعلى آخر مدرسة كذا وعلى آخر مرقاة قضاء حلب وأفقت من غيبتى وعدت إلى حسيى فقال لى الشيخ القبة الدنيا والمراقى المراتب والذى رأيته تناله كله فكان كذلك وكان موته في سادس عشر رمضان سنة 727 سبع وعشرين وسبعمائة ودفن بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي $ الإمام المنصور بالله محمد بن على بن محمد بن احمد المعروف بالسراجى $ .
ولد سنة 845 خمس وأربعين وثمان ومائة وقرأ العلوم حتى صار من أكابر علماء عصره ودعا إلى نفسه سنة 900 وبايعه جماعة من علماء الزيدية وأجابه كثير من الرعية وفتح مواضع ووقعت بينه وبين السلطان