@ 179 @ عنفوان الشباب وأيام الحداثة وقد تدرب حتى قوى ادراكه في علم الآلات والكلام بحيث ينبهر منه عند المذاكرة كثير من أكابر العلماء جمل الله بوجوده وكثر في الناس من أمثاله .
ومن جملة ما كتبه إلى في طى رسالة فائقة قوله .
( فلا عدمت منك المعالى جمالها % فروض رباها في بقائك مونق ) .
( ولا فقدت منك الليالى ثمالها % فغيث نداك الجم فيهن مغدق ) .
( ولا فقد المحراب منك أنيسه % فلأ لاؤه من نور وجهك مشرق ) .
( ولا فقدت منك المنابر زينها % فأعوادها من وطئ رجلك تورق ) .
( ولا فقدت صنعاء منك عميدها % الذى جاهه سور عليها وخندق ) .
( مفرج غماها وكاشف كربها % إذا القوم من صم الحوادث أطرقوا ) .
( ترى العين منه واحدا وهو واحد % كمالا ولكن بين جنبيه فيلق ) .
( فلم يران أعيى المفوه ساكت الجواب % ولا الثرثارة المتفيهق ) .
( مكارم يعيى مصقع عن أقلها % ويحصر منطيق ويفحم مغلق ) .
( هو الشمس اشراقا أيجهل مغرب % بموضعه منه ويجعل مشرق ) .
وهذا مما يستعظم من أكابر الشعراء المتقدمة عصورهم فكيف منه ومما كتبه إلى قوله .
( يا أيها البدر المنير % وأيها الصدر الكبير ) .
( يا خير من فخرت % بطلعته المنابر والسرير ) .
( من لا يضاهى حلمه % الجبلان ثور أو ثبير )