@ 141 @ وأضيفت إليه سائر بلاد الحجاز ليستنيب من يختاره ودعي له على منبر مكة والمدينة وكان يغزوا إلى ديار من يخالفه فيحيط به وكذا أطاعه صاحب جازان وقد أثنى عليه السخاوى كثيرا لأنه كان معاصرا له ووصفه بالعقل والفهم والتواضع وحسن الشكالة والمداومة على الجماعات والسكون وكف الأتباع عن الرعية وعدم الطمع في أموالهم بمالم يسمع بمثله في دولة من قبله واستمر على ولايته حتى مات في الحادى والعشرين من محرم سنة 903 ثلاث وتسعمائة وخلف من الأولاد ذكورا وإناثا نحو الأربعين $ السلطان محمد خان ين بايزيد بن مرداخان بن أورخان الغازي ابن عثمان الغازى سلطان الروم وابن سلاطينها $ .
ولد سنة 777 سبع وسبعين وسبعمائة وصارت إليه السلطنة بعد موت أبيه في سنة 816 وكان شجاعا مقداما مجاهدا في سبيل الله افتتح في دولته عدة مواضع من بلاد الإفرنح وعمر في بلاد الروم عماير كثيرة مدارس ومساجد وهو أول من عمل الصرة لأهل الحرمين من آل عثمان فصار ذلك مستمرا وهذه منقبة عظيمة وكان معظما للعلماء عارفا بدرجاتهم منعما عليهم بالمقررات الواسعة مرتبا لهم في مدارس الروم مبالغا في استجلاب خواطرهم حتى كأنه أحدهم وإذا سمع بعالم في جهة من الجهات كاتبه ورغبه في القدوم عليه وأجرى له من النفقات ما يكفيه بعضه وكان يقرأ على أكابر العلماء ويأخذ عن كل عالم في علمه ويتناظرون بين يديه .
وقد حكى صاحب الشقائق النعمانية من أفضاله على العلماء وتعظيمه لهم ما يتعجب الناظر فيه ومات في سنة 825 خمس وعشرين وثمان مائة