@ 101 @ وانتهوا إلى تهامة وقتلوا من الناس من لا يأتى عليه الحصر ورجفت اليمن لذلك وتضعضعت اركان المملكة وصار الناس لا يجري في حديثهم غيره وصار النساء ومن يشابههن من العوام إذا سقط صبى لهم نادوا باسم هذا الناجم وعظمت فتنته واشتملت الأرض به وما زال الإمام المهدى يرسل إليه بالجيوش ويدافع بها عن بلاده التى قد انتشر فيها أصحاب أبى علامة المذكور وآخر الأمر عملت فيهم الأسلحة وأثرت فيهم الرصاص ولكنهم قد صاروا جيوشا متكاثرة فتارة تكون الدائرة لهم وتارة عليهم وغالبهم من السودان .
ثم اتفق أن أبا علامة ارسل إلى الشام صعدة أنهم يمدونه بجيش فخرجوا في جيش كثير فوصلوا إليه وقد أدبر أمره فقتله جماعة منهم وحملوا رأسه إلى الإمام المهدى العباس وقد أخبرنى بأخبار هذا الناجم شيخنا العلامة السيد عبد القادر بن أحمد المتقدم ذكره وكذلك أخبرنى بأخباره الفقيه على بن القاسم حنش المتقدم ذكره وكانا قد وصلا إليه اما شيخنا فارسله الإمام المهدى وأما الفقيه علي فأرسله أمير كوكبان وأخبرنى شيخنا أنه سأل عن سبب ما هو فيه فقال انه دخل صنعاء في أيام سابقة وكان المؤذنون يسبحون من المنارات في آخر الليل ثلاث تسبيحات ثم دخل مرة اخرى فوجدهم قد تساهلوا بذلك فمنهم من يسبح تسبيحتين ومنهم من يسبح تسبيحة واحدة ومنهم من لا يسبح فانظر إلى هذا الجهل العجيب الذى استحل به هذا الطاغية سفك الدماء وهتك الحرم وكان ظهوره في سنة 1164 أو في التى بعدها فانتقم الله منه وأهلكه وكان موت المهدي صاحبه المواهب المترجم له في سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف