@ 94 @ الحجازى وكان لصاحب الترجمة قدرة على النسيخ بحيث يكتب في اليوم خمس كراريس فأكثر وربما تعب فيضطجع على جنبه فيكتب .
وكتب لنفسه ولغيره مالا يدخل تحت الحصر وكان لأجل ما يكتبه موسعا عليه في دنياه ولا يتقلد لأحد منه حتى ان بعض الأكابر أرسل إليه بعشرة دنانير فشتم الرسول وقال لا حاجة لى في ذلك فأخذ جرابه فنثر ما فيه من ذهب وفضة وفلوس بحضرته وكان يسخر بجماعة من الأعيان ومن ذلك أنه قال للكمال الدميرى لما بلغه أنه شرح سنن ابن ماجه سماه بعرة الدجاجة ولما سمى البلقينى مؤلفاته الفوائد المنتهضة على الرافعى والروضة كان المترجم له يقول الروضة بفتح الواو يشير إلى ان السجعة غير متناسب فغير البلقينى التسمية إلى الفوائد المحضة .
وكتب إليه الحافظ ابن حجر .
( أليس عجيبا بأنا نصوم % ولا نشتكى من أذى الصوم غما ) .
( ونسغب والله في نسكنا % إذا نحن لم نرو نثرا ونظما ) .
فأجاب المترجم له .
( الا يا شهابا رقى في العلى % فأمطرنا نوه العذب قطرا ) .
( إلى فقر منك يا فقرنا % ونستغن ان قلت نظما ونثرا ) .
وشعره سائر وقد ذكر منه المصنفون في الأدب من المتأخرين شيئا كثيرا ومات يوم الإثنين ثالث وعشرين جمادى الأولى سنة 830 ثلاثين وثمان مائة