@ 5 @ بمجلد ضخم وقفت عليه في أيام متقدمة وأطنب في ذكره جميع من له اشتغال بهذا العلم منذ عصره الى الآن فمنهم السيد العلامة الهادى بن ابراهيم الوزير والسيد العلامة يحيى بن المهدى بن قاسم بن المطهر وغيرهما .
وكان أحسن الناس وجها وأتمهم خلقة وقد غشيه نور الايمان وسيماء الصالحين وإذا خرج نهارا ازدحم الناس على تقبيل يده والتبرك برؤية وجهه وهو يكره ذلك وينفر عنه يغضب إذا مدح ويستبشر إذا نصح ارتحل بعد موت والده وهو في سن البلوغ الى صنعاء ولازم ولى الله الزاهد العابد حاتم بن منصور الحملانى فقرأ عليه في الفقه وقرأ في الفرائض على الشيخ الخضر بن سليمان الهرش وفي الجبر والمقابلة وفاق في جميع ذلك حتى أقر له أقرانه وقال عن نفسه أنه يقتدر على تقدير ما في البركة الكبيرة من الماء بالارطال وكان يتكسب بالتجارة مع قنوع وعفاف واشتغال بانواع العبادة فجمع مالا حلالا عاد به على أهله واخوانه ومن يقصده وكرر السفر الى مكة المشرفة وهو يزداد في أوصاف الخير على اختلاف أنواعها حتى خالط الخوف قلبه وشغل بوظائف العبادة قالبه واستوحش من كل معارفه ومال الى الانعزال عن الناس وانجمع عن المخالطة لهم وعكف على معالجة قلبه عن مرض حب الدنيا ولزم المحاسبة لنفسه عن كل جليل ودقيق وصام الأبد إلا العيدين والتشريق وأحيا ليله بالقيام لمناجاة ربه وتناقل الناس عنه كلمات نافعة هي الدواء المجرب لاصلاح القلوب القاسية كقوله ليس الزاهد من يملك شيئا إنما الزاهد من لا يملك شيئا وكقوله لبعض اخوانه يا أخي جدد السفينة فان البحر عميق وأكثر الزاد فان الطريق بعيد وأخلص العمل فان الناقد بصير