@ 77 @ وبعد موتهما اتصل بالفقيه إسماعيل النهمي وكان متوليا لصنعاء وعند ان تولى بندر المخا عزم معه إلى هنالك وكان له معه قصص يطول حديثها مشتملة على مجون ومزح وكان صاحب الترجمة متطلعا على أحوال أهل عصره وأخبارهم وبينه وبين جماعة من أكابرهم مشاعرات وجمع كتابا سماه ذوب الذهب بمحاسن من بعصره من أهل الأدب وجمع سيرة للإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم وهى في الحقيقة سيرة للوزيرين السابقين ولهما جمعها وله مؤلفات مسجوعة وكان فيه بلاغة فى الجملة ولكنه لم يكن ماهرا فى العلوم الأدبية فكان يأتى فى اسجاعه تارة ملحون وتارة يأتى باللغة العامية وشعره فيه ما هو جيد وقد اشتملت مصنفاته على كثير منه .
ومنه ما قال فى الوزير على راجح مقتديا بما قاله القائل في ابن عباد .
( ورثت الوزارة كابرا عن كابر % موصولة الإسناد بالإسناد ) .
( يروى عن العباس عباد وزارته % وإسماعيل عن عباد ) .
فقال صاحب الترجمة .
( لقد ورث الوزارة عن سعيد % على بعد أحمد خير مانح ) .
( بتلقين وإسناد صحيح % تسلسل عن سعيد ثم راجح ) .
ومن شعره فى مدحه .
( مالى وللبين أصلى مهجتى لهبا % وزادنى مع هيامى فى الهوى وصبا ) .
( وهيج الشوق برق الغور حين شرى % فباع جفنى الكرى مسترخصا وصبا ) .
ومنها .
( قلب يذوب وأكباد مفتة % وأعين دمعها مازال منسكبا ) .
( كأنه وابل جاد الوزير به % من أنمل للعطايا تمطر الذهبا )