@ 59 @ $ حرف اللام $ لطف الباري بن أحمد بن عبد القادر الورد الثلائى .
ثم الصنعانى خطيب صنعاء واحد مشاهير علمائها نشأ بثلا وأخذ العلم عن جماعة من أهلها ثم ارتحل إلى صنعاء وأخذ عن جماعة من العلماء وأكثر من ملازمة السيد العلامة القاسم بن محمد الكبسى وبه انتفع وأخذ عن القاضى العلامة أحمد بن محمد قاطن وبرع فى جميع العلوم لا سيما علم الحديث والتفسير فانه فيهما من المبرزين وبعد ارتحاله إلى صنعاء جعله الإمام المهدى العباس بن الحسن خطيبا بجامع صنعاء فاستمر على ذلك حتى مات الإمام المهدى ثم استمر في خلافة الإمام مولانا خليفة العصر المنصور بالله خفظه الله إلى أن مات فى يوم السبت سادس شعبان سنة 1211 إحدى وعشرين ومائتين وألف فاقام مولانا فى الخطابة ابن صاحب الترجمة العلامة الخطيب المصقع أحمد بن لطف الباري كما تقدم في ترجمته وكان صاحب الترجمة متفردا في أمور منها الورع الشحيح والاشتغال بخاصة النفس والاقبال على العبادة والاستكثار من الطاعة وحسن الخلق والتواضع والبشاش والانجماع عن الناس إلا فيما لا بد منه وحفظ اللسان عن الهفوات والكبوات لاسيما بما فيه تبعة كالغيبة والنميمة فإنه لا يحفظ عنه فى ذلك شئ بل لا ينطق لسانه الا بذكر الله والتذكير أو بإملاء تفسير كتاب الله وأحاديث رسول الله وليس له التفات إلى شيء من أحوال بنى الدنيا ولم يكن له شغل بسوى أعمال الآخرة ولوعظه فى القلوب وقع ولكلامه فى النفوس تأثير مع فصاحة زايدة وحسن سمت ورجاحة عقل وجمال هيئة ونور شيبة وملاحة