@ 48 @ .
( 29 ) الفقيه أحمد بن حسن الزهيرى .
أديب العصر وشاعره ولد تقريبا سنة 1140 أربعين ومائة وألف وله فى النظم اليد الطولى وجميعه غرر والسافل منه قليل وقد وقفت على ديوانه فى مجلد لطيف وأكثر فى مدح أهل كوكبان السيد أحمد ابن محمد بن الحسين وأخيه عبد القادر وابراهيم وعيسى وقليل منه فى غير هؤلاء من أعيان كوكبان كاولاد الأربعة الأخوة المذكورين وله فى مدح مولانا الأمام المهدى العباس بن الحسين رحمه الله قصائد ومع طول باعه في الأدب له فى الوعظ مسلك حسن ويأتى فيه بالرقائق ويستطرد كثيرا من الأشعار التى لها موقع فى القلوب ومطابقة فى المقام وكان يجتمع عليه بجامع صنعاء جم غفير ولوعظه في القلوب قبول وله معرفة تامة بعلم الالة والحديث والتفسير والأدب وفيه ميل إلى الطريقة وتشبه بأهلها وله فى حسن المحاضرة وحلاوة المفاكهة وملاحة النادرة واملاء غرائب الأخبار والأشعار ما ليس لغيره فهو لا يمل جليسه وقد وفد الى مرات متعددة وجرى بينى وبينه من المطارحات الأدبية والمسائل العلمية ما لا يأتى عليه الحصر ولا أقدم عليه في جودة الشعر أحدا ممن أدركته من أهل العصر وشعره مشهور بأيدى الناس ولهم اليه رغبة كاملة وهو حقيق بذاك فانه جامع بين الجزالة والجودة وحسن السبك وقوة المعانى وكثيرا ما يمشى في شعره على نمط العرب ويتشبه بهم وينتحى طريقهم من غرر شعره قصيدته التى يقول فيها .
( بلوغ المنى وصل الأحبة فاعلم % ولم تلتفت عن مغنم خوف مغرم )