@ 473 @ والادبار والمحبوب والمكروه قد رأى نفسه اميرا كما رأها فقيرا ورأها تارة فى اليفاع وتارة فى أخفض البقاع وهو الآن فى الحياة قد جاوز السبعين ولم يفتر نشاطه ولا خف ضبطه ولا تكدرت أخلاقه وبالجملة فهو قليل النظير فى مجموعه ومن محاسن كلامه الذى سمعته منه الناس على طبقات ثلاث فالطبقة العالية العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل وان اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضا والطبقة السافلة عامة على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به ان كان محقا كانوا مثله وان كان مبطلا كانوا كذلك والطبقة المتوسطة هى منشأ الشر واصل الفتن الناشئة فى الدين وهم الذين لم يمعنوا فى العلم حتى يرتقوا الى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فانهم اذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول مالا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التى أوقعهم فيها القصور فوقوا اليه سهام الترقيع ونسبوه الى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق هذا معنى كلامه الذى سمعناه منه وقد صدق فان من تأمل ذلك وجده كذلك ثم مات رحمه الله تعالى في شهر محرم سنة 1219 تسع عشرة ومائتين وألف وقد كان اشتغل بتاريخ دولة الامام المهدى العباس بن المنصور فاملى حوادثها من حفظه بما يتعجب منه ثم شرع في تاريخ ولده مولانا امام العصر حفظه الله فمات بعد الشروع في ذلك .
229 على بن قاسم السنحانى .
بالمهملة والنون بعدها نسبة الى بلاد سنحان اسم لقبيلة قريبة