@ 468 @ بنفسه ورحل فيه إلى الشام والاسكندرية والحجاز فأحذ عن الحفاظ وولى بالقاهرة تدريس المنصورية وغيرها وكان الاكابر من أركان الدولة يعظمونه ولما توفي القاضي جلال الدين القزوينى بدمشق طلبه الناصر فى جماعة ليختار منها من يقرره مكانه فوقع الاختيار على صاحب الترجمة فوليها فى جمادى الآخرة سنة 739 فباشر القضاء بحرمة وعفة ونزاهة وأضيفت اليه الخطابة وولى التدريس بدار الحديث الاشرفية وطلب الى القاهرة لتولية قضائها فبقى قليلا ولم يتم فأعيد وكان لا يقع له مسئلة مشكلة أو مستغربة الا ويعمل فيها تصنيفا وقد جمع مسائله ولده تاج الدين فى أربعة مجلدات قال الصفدى ما تعرض له أحد من نواب الشام أوغيرهم الا أصيب إما بعزل أو موت قال الاسنوى فى الطبقات كان أنظر من رأيناه من أهل العلم ومن اجمعهم للعلوم وأحسنهم كلاما ما فى الاشياء الدقيقة وأجلدهم على ذلك وكان فى غاية الانصاف والرجوع إلى الحق فى المباحث ولو على لسان أحد الطلبة مواظبا على وظايف العبادات مراعيا لارباب الفنون وتوفى رحمه الله في ثالث جمادى الآخرة سنة 756 ست وخمسين وسبعمائة وله شعر جيد فمنه .
( إن الولاية ليس فيها راحة % إلا ثلاث يبتغيها العاقل ) .
( حكم بحق أو إزالة باطل % أو نفع محتاج سواها باطل ) .
ومن شعره .
( لعمرك ان لى نفسا تسامى % إلى مالم ينل دارا بن دارا ) .
( فمن هذا أرى الدنيا هباء % ولا أرضى سوى الفردوس دارا ) .
وكان قد نزل عن منصب القضاء لولده تاج الدين بعد أن مرض ثم