@ 462 @ الحاجة من أمور الدين والدنيا ويليه أخوه فخر الاسلام عبد الله بن أمير المؤمنين وهو احد أمراء الأجناد وجعل اليه والده الامام الاشراف على الديوان واستنابه فى الحضور مع الحكام عند فصل الخصام فى يومى الاجتماع من كل أسبوع وجعل اليه ولاية بعض البلاد كالحيمة وبلاد البستان وفيه من حسن الخلق ومزيد التواضع وكرم السجايا ومعرفة حقائق القضايا ما هو غاية ونهاية ولوالده اليه ميل عظيم ومحبة زايدة وفيه خبرة كاملة ومحبة لقضاء حوايج المحتاجين والتبليغ إلى والده بمطالب الطالبين والشفاعة لمن يلوذ به من القاصدين والدلالة على سبيل الخير بكل ممكن ويليه أخوه عز الاسلام محمد بن أمير المؤمنين وهو احد أمراء الأجناد وهو من فحول الرجال فى جميع الأحوال وله من معرفة الحقائق ومحبة معالى الأمور ونزاهة النفس والعفة والصيانة ما هو متفرد به وقد ولاه والده الامام الجهات العمرانية فعزم بجنده إلى هنالك وهو الآن مقيم بها وهؤلاء الأربعة هم البالغون مبالغ الرجال من أولاد مولانا الامام وأما الباقون فهم صغار لم يبلغوا سن التكليف عند تحرير هذا التاريخ ولهم جميعا فى الفراسة طرايق يعجز عنها غيرهم ولا يدانيهم فيها ساير الناس فكل واحد منهم إذا لعب بفرسه بين الفرسان صار نزهة للناظرين ولا يفوقهم فى هذا الشأن أحد إلى والدهم مولانا الامام فانه فى ذلك لا يبارى ولا يساويه أحد من الناس فانه اذا طارد الفرسان وحرك خصانه بجانب الميدان صار المتفرد بهذا الشان الفايق فيه جميع نوع الانسان بحيث لا يستطيع من رآه كذلك أن يميل نظره عنه لما يراه من حسن الصناعة والفروسية البالغة إلى غاية البراعة وله في التواضع مالا يساويه