@ 460 @ صنعاء الا وهو في سعوان وهو محل شرقى صنعاء قريب منها فحصلت بذلك رجة فى صنعاء كبيرة وكان الامام المهدى ساكنا في الجانب الغربى من صنعاء ومولانا ولد ه صاحب الترجمة ساكنا في القصر وهو فى الجانب الشرقى فخرج عند أن بلغه ذلك الخبر فى طائفة يسيرة من أصحابه لا يبلغون خمس مائة رجل وطائفة يسيرة من الخيل أكثرهم لا نفع فيه لكون معظم الخيل المنتخبة قد صارت صحبة الامير سندروس فاصطف له حسن العنسى وأصحابه وهم ألوف مؤلفة وفيهم من أهل الشجاعة والتجربة للحروب والاعتياد للشر من هو أضعاف أضعاف من مع مولانا بل مازال ذلك المقدار اليسير يتناقص بفرار من لا يستحى من العسكر وتسترهم بين الاثل ونحوه قبل الوصول إلى المعركة فلما تراءى الجمعان كان من بين يدى مولانا بالنسبة الى الجمع الآخر كلا شئ وهو يقدم ولا ينثنى ويحث من بين يديه على المصابرة والاقدام ويحول بينهم وبين الاحجام حتى وصل بهم الى نحر العدو وضايقوهم غاية المضايقة وقتلوا منهم كثيرا ولكنهم انثالوا عليهم من جميع الجوانب كانهم الجراد فتاخر بأصحابه قليلا قليلا وهو يدافع عنهم وخرج والده الامام المهدى مغيرا اليه ومغيثا له فالتقاه وهو يتهلهل لم يظهر عليه فزع ولا جزع ولا طيش ولا خفة ولا وجل ولا خطل بل من رآه ظن أنه جاء من بعض المتنزهات وهو قد خرج من معركة تطيل لها العقول وتشيب لها الولدان وترجف منها الافئدة وتخرس عندها الالسن وهكذا فلتكن الشجاعة وبعد هذه الموقعة اعترف له الكبير والصغير والجليل والحقير حتى خصومه بأنه بمكان من ثبات الجنان يقصر عنه أبناء الزمان ثم انه استمر على امارة الجيش