@ 316 @ والسلطان زائد الاقبال عليه والتقريب له وتكرر نزوله غير مرة فتزايدت وجاهته بذلك كله وزاد تعاظمه حتى صار لا يسلم على أحد الا نادرا فمقتته العامة واسمعوه المكروه كقولهم ياباسط خذ عبدك فشكاهم الى المؤيد فتوعدهم بكل سوء فاخذوا في قولهم يا جبال يا رمال يا الله يا لطيف فلما طال ذلك عليه التفت اليهم بالسلام وخفض الجناح فسكتوا عنه واحبوه ولا يزال يترقى الى أن أثرى جدا وأنشأ القيسارية المعروفة بالباسطية وعمر الاملاك الجليلة ثم صار في دولة السلطان ططر ناظر الجيش عوضا عن الكمال بن البارزى في سابع ذى القعدة سنة 824 فلما استقر السلطان الاشرف بالغ في التقرب اليه بالتقادم والتحف وفتح له أبوابا في جميع الاموال فزاد اختصاصه به وصار هو المعول عليه واضاف اليه الوزارة والاستاذ دارية فسدهما بنفسه وبعض خدمه الى أن مات الاشرف واستقر ابنه العزيز وكان من أعظم القائمين في سلطنته ثم صارت السلطنة الى السلطان جقمق فخلع عليه باستمراره في نظر الجيش ثم قبض عليه وحبسه وطلب منه ألف ألف دينار فتلطف به الكمال بن البارزى وغيره من أعيان الدولة حتى صارت الى ثلاث مائة ألف دينار ثم أطلق وأمر بالتوجه الى الحجاز فسافر بعد أن خلع عليه وعلى عياله وحواشيه في ثامن شهر ربيع الآخر سنة 843 فاقام بمكة سنة ثم رجع مع الركب الشامى الى دمشق امتثالا لما أمر به فأقام بها سنين وزار منها بيت المقدس وارسل بهدية من هناك الى السلطان ثم قدم القاهرة فكان يوما مشهورا وخلع عليه وعلى أولاده ثم أرسل بتقدمه هائلة وعاد الى دمشق بعد أن أنعم عليه السلطان بامره عشرين بها ثم بعد سنين عاد الى القاهرة مستوطنا لها ثم