@ 314 @ رأينا منه في ذلك عجائب وغرائب وأخذنا عنه في علم الأوفاق لقصد التجريب لا لاعتقاد شئ من ذلك وكان اذا احتاج إلى دراهم أخذ بياضا وقطعه قطعا على صور الضربة المتعامل بها ثم يجعلها في وعاء ويتلو عليها فتنقلب دراهم وكنت في الابتداء أظن ذلك حيلة وشعوذة فأخذت ذلك الوعاء وفتشته فلم اقف على الحقيقة فسألته أن يصدقنى فقال ان تلك الدراهم يجئ بها خادم من الجن يضعها في ذلك الوعاء بقدر ما جعله من قطع البياض ويكون ذلك قرضا حتى يتمكن من القضاء فيقضي وكان يضع خاتم أحد الحاضرين في اناء ويجعل فيه ماء ويرتب فيسمع الحاضرون في ذلك الاناء صوتا مفزعا ويرتفع ذلك الخاتم فيقع في حجر صاحبه فظننت انه يضع في الاناء تحت الخاتم شيئا من المعادن يكون له قوة يدفع بها الخاتم فتركته حتى وضع الاناء ووضع فيه الخاتم فقمت فاخذته فلم أجد فيه شيئا ثم أمرنى أن اخذ إناء اخر وأضع فيه ماء بيدى واضع الخاتم من دون أن يمس هو شيئا من ذلك ففعل وتلا فسمعنا ذلك الصوت وارتفع الخاتم ووقع في حجر صاحبه وله من هذا الجنس عجائب وغرائب واتصل بخليفة العصر حفظه الله وكساه كسوة عظيمة وأعطاه عطاء واسعا وكان يكثر التردد الى وانا إذ ذاك مشتغل بطلب العلم ثم عزم صحبة الحجاج فوصل الى مكة واذا جماعة من حجاج الغرب يسألون عنه حجاج اليمن ومن جملة من سالوا رفقته الذين حج معهم من أهل اليمن فسألوهم عن حاله فأخبروهم أن أباه من أكابر تجار الغرب وأنه مات وخلف دنيا عريضة وكذلك وصف لنا من رافقه من حجاج اليمن في الطريق من مروءته واحسانه اليهم في الطريق وشكره لاهل اليمن عند أصحابه وغيرهم ما يدل