@ 311 @ إلى أهل العلم محبا للعدل مصنفا للمظلوم سيوسا حازما مطلعا على أحوال رعيته باحثا عن سيرة عماله فيهم لا تخفى عليه خافية من الاحوال له عيون يوصلون إليه ذلك وله هيبة شديدة في قلوب خواصة لا يفعلون شيئا الاوهم يعلمون أنه سينقل إليه وبهذا السبب اندفعت كثير من المظالم وكان يدفع عن الرعايا ما ينوبهم من البغاة الذين يخرجون في الصورة على الخليفة وفي الحقيقة لاهلاك الرعية فكان تارة يتألفهم بالعطاء وتارة يرسل طائفة من اجناده تحول بينهم وبين الرعية وعظم سلطانه في اليمن وبعد صيته واشتهر ذكره وقصده أهل العلم والأدب من الجهات البعيدة لمزيد اكرامه لمن كان له فضيلة لا سيما غرباء الديار وكان مشتغلا بالعلم بعد دخوله في الخلافة شفلة كبيرة لا يبرح اذا خلى ناظرا في كتاب من الكتب وقرأ على جماعة من العلماء وكان اذا حدث حادث من بغى باغ أو خروج خارج عن طاعة أهمه ذلك وأقلقه ولا يزال في تدبير دفعه حتى يدفعه وله صدقات وصلات وافرة جارية على كثيرين من الفقراء والضعفاء والقصاد والوافدين وفيه محاسن جمة وله سنن حسنة سنها وبه اندفعت مفاسد كثيرة كانت موجودة قبل خلافته والحاصل أنه من افراد الدهر ومن محاسن اليمن بل الزمن ولم يزل قاهرا لاضداده قامعا لحساده وانداده حافظا لاطراف مملكته بقوة صولة وشدة شكيمة لا يطمع فيه طامع ولا ينجع فيه خدع خادع بل يتصرف بالأمور حسب اختياره ويتفرد بتدبير المهمات وليس لوزرائه معه كلام بل يعملون ما يأمرهم به ولا يستطيعون أن يلبسوا عليه شيئا من أمر المملكة أو يخادعونه في قضية من القضايا وكان له نقادة كلية في الرجال وخبرة كاملة بابناء دهره واذا التبس عليه حال شخص