@ 290 @ فكان ذلك سبب الانكار عليه من علماء مكة ونسبوه إلى الزندقة بسبب عدم التقليد والاعتراض على أسلافهم ثم رفعوا الأمر الى سلطان الروم فأرسل بعض علماء حضرته لاختباره فلم يرمنه الا الجميل وسلك مسلكه وأخذ عنه بعض أهل داغستان ونقلوا بعض مؤلفاته .
وقد وصل بعض العلماء من تلك الجهة إلى صنعاء وكان له معرفة بأنواع من العلم فلقيته بمدرسة الامام شرف الدين بصنعاء فسألته عن سبب ارتحاله من دياره هل هو قضاء فريضة الحج فقال لى بلسان في غاية الفصاحة والطلاقة انه لم يكن مستطيعا وإنما خرج لطلب البحر الزخار للامام المهدى أحمد بن يحيى لأن لديهم حاشية المنار للمقبلى وقد ولع بمباحثها أعيان علماء جهاتهم داغستان وهى خلف الروم بشهر حسبما أخبرنى بذلك قال وفى حال مطالعتهم واشتغالهم بتلك الحاشية يلتبس عليهم بعض ابحاثها لكونها معلقة على الكتاب الذي هى حاشية له وهو البحر فتجرد المذكور لطلب نسخة البحر ووصل إلى مكة فسأل عنه فلم يظفر بخبره عند أحد فلقى هنالك السيد العلامة ابراهيم بن محمد بن اسماعيل الأمير فعرفه أن كتاب البحر موجود فى صنعاء عند كثير من علمائها قال فوصلت الى هنا لذلك ورأيته فى اليوم الثانى وهو مكب فى المدرسة على نسخة من البحر يطالعها مطالعة من له كمال رغبة وقد سر بذلك غاية السرور وما رأيت مثله فى حسن التعبير واستعمال خالص اللغة وتحاشى اللحن فى مخاطبته وحسن النغمة عند الكلام فانى أدركت لسماع كلامه من الطرب والنشاط ما علانى معه قشعريرة ولكنه رحمه الله مات