@ 27 @ وأخذ عنه الطلبة واستقر فى تدريس التفسير بجامع ابن طولون وفي غيره من الجوامع والمدارس وولى قضاء الشافعية بالقاهرة فى ذي الحجة سنة 906 عوض عبد القادر بن النقيب واستمر الى ثالث ربيع الأول سنة 910 عشر وتسعمائة فعزل بقاضى الشام الشهابى وصار رئيس مصر وعالمها وعليه المدار في الفتيا ومن صلابته فى الدين أنه اتفق للقضاة محنة مع الأشرف المذكور بسبب اقرار الزانيين اللذين أراد الأشرف رجمهما قاصدا لاحياء هذه السنة فصمم صاحب الترجمة على عدم موافقته فى ذلك فعزل القضاة الأربعة وشنق الزانيين فوقف صاحب الترجمة عليهما وقال أشهد بين يدى الله بظلمهما وأن قاتلهما يقتل بهما فبلغ الأشرف ذلك فعزله عن مشيخة مدرسته ثم بلغه الله الى أن كان قتل الملك في حياته وانقراض دولته فرد اليه معلومهما من أول ولايته لهما وعد ذلك من شهامته وكمال دينه فعظم به عند الخاص والعام مع لزوم منزله وتردد الناس اليه للانتفاع به في العلوم الشرعية والعقلية حتى مات في يوم الجمعة ثانى شهر المحرم سنة 923 ثلاث وعشرين وتسعمائة وصلى عليه الخليفة المتوكل على الله العباسى صاحب مصر عقب صلاة الجمعة ودفن بتربته التى أعدها في ساباط وله نظم فمنه من قصيدة .
( دموعى قد نمت بسر غرامى % وباح بوجدى للوشاة سقامى ) .
( فاضحى حديثى بالصبابة مسندا % بمرسل دمعى من جفون دوامى ) .
ومن أخرى .
( ما خلت برقا بأرجاء الشأم بدا % إلا تنفست من أشواقى الصعدا ) .
( ولا شممت عبيرا من نسيمكم % إلا قضيت بان أقضى به كمدا )