@ 152 @ لما رآه من آدابه وفضائله وألبسه بعد العود شعار السلطنة وبين يديه جميع خواص الناصر وسائر الناس ومشى السلحدار بالسلاح والدويدار الكبير بالدواة والغاشية والعصايب وجميع دست السلطان بين يديه وكان جملة ما وصل الى أهل الدولة بسببه فى هذا اليوم مائة وثلاثين تشريفا منها ثلاثه عشر اطلس وكان يزور السلطان في كل سنة غالبا ومعه الهدايا والتحف وأمر السلطان جميع النواب أن يكتبو اليه يقبل الأرض وهذا لفظ يختص بالسلطان الأعظم وكان الناصر نفسه يكتب اليه ذلك وكان جوادا شجاعا عالما بفنون عدة لاسيما الأدب فله فيه يد طولى نظم الحاوى في الفقه وصنف تاريخه المشهور ونظم الشعر والموشحات وكان له معرفة بعلم الهيئة قال ابن حجر فى الدرر الكامنه ولا أعرف في احد من الملوك من المدايح مالابن نباته والشهاب محمود وغيرهما فيه الا سيف الدولة وقد مدح الناس غيرهما من الملوك لكن أجتمع لهذين من الكثرة والاجادة من الفحول مالم يتفق لغيرهما وكان يحب أهل العلم ويقربهم وكان لابن نباته عليه راتب فى كل سنة يصل اليه سوى ما يتحفه به اذا قدم عليه وكان الناصر يكتب اليه أعز الله أنصار المقام الشريف العالى السلطانى الملكى المؤيدى وهذا وهو نائب من نوابه وكان نائب الناصر فى الشام وهو أكبر النواب يكتب الى صاحب الترجمة يقبل الأرض وأما غير نائب الشام فيكتب اليه يقبل الأرض وينهى واستمر على حاله الجميل حتى مات فى شهر محرم سنة 732 ومن نظمه .
( أحسن به طرفا أفوت به القضا % ان رمته في مطلب أو مهرب ) .
( مثل الغزالة ما بدت فى مشرق % الا بدت أنوارها فى المغرب )