@ 32 @ عبد الله المكبر كما ذكره أبو أحمد بن عدي وغيره وهذا الذي قاله البيهقي في هذا الحديث وحكم به عليه قول صحيح بين وحكم جلي واضح لا يشك فيه من له أدنى اشتغال بهذا الفن ولا يرده إلا رجل جاهل بهذا العلم وذلك أن تفرد مثل هذا العبدي المجهول الحال الذي لم يشتهر من أمره ما يوجب قبول أحاديثه وخبره عن عبد الله بن عمر العمري المشهور بسوء الحفظ وشدة الغفلة عن نافع عن ابن عمر بهذا الخبر من بين سائر أصحاب نافع الحفاظ الثقات الأثبات مثل يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب السختياني وعبد الله بن عون وصالح بن كيسان واسمعيل بن أمية القرشي وابن جريج والأوزاعي وموسى بن عقبة وابن أبي ذئب ومالك بن أنس والليث بن سعد وغيرهم من العالمين بحديثه الضابطين لرواياته المعتنين بأخباره الملازمين له من أقوى الحجج وأبين الأدلة وأوضح البراهين على ضعف ما تفرد به وانكاره ورده وعدم قبوله وهل يشك في هذا من شم رائحة الحديث أو كان عنده أدنى بصر به هذا مع أن أعرف الناس بهذا الشأن في زمانه وأثبتهم في نافع وأعلمهم بأخباره وأضبطهم لحديثه وأشدهم اعتناء بما رواه مالك بن أنس إمام دار الهجرة قد نص على كراهية قول القائل زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا اللفظ معروفا عنده أو مشروعا أو مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكرهه ولو كان هذا الحديث المذكور من أحاديث نافع التي رواها عن ابن عمر لم يخف على مالك الذي هو أعرف الناس بحديث نافع ولرواه عن مالك بعض أصحابه الثقات فلما لم يروه عنه ثقة يحتج به ويعتمد عليه علم أنه